لا تزال تركيا على موقفها تجاه السويد ورفض انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، على الرغم من أنها وافقت قبل أيام على انضمام فنلندا.
فما الذي يدفع أنقرة إلى تعنتها هذا يا ترى؟
“120 إرهابياً”
لعل الإجابة على هذا السؤال أتت قبل أيام من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه. فقد أوضح صراحة أن بلاده لا تؤيد انضمام السويد إلى حلف “الناتو”، بسبب رفضها “تسليم 120 إرهابياً”.
وقد قصد بالـ 120 هؤلاء، عناصر ومحازبين تابعين لحزب العمال الكردستاني أو مؤيدين له، كانت أنقرة تقدمت بلائحة أسمائهم سابقا إلى ستوكهولم.
غير كافية
بدوره كرر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مساء أمس الاثنين هذا الموقف، معتبراً إجراءات السويد في مكافحة الإرهاب غير كافية للموافقة على طلبها للانضمام إلى الحلف الدفاعي.
وقال من بروكسل عقب المؤتمر الدولي لمانحي المساعدات لتركيا وسوريا: “نرى أن الحكومة السويدية الجديدة تتخذ خطوات معينة لتنفيذ مذكرة مكافحة الإرهاب، لكنها حتى الآن غير كافية”!
إلا أن تركيا والسويد مازالتا عازمتين على مواصلة الحوار في هذا الشأن.
فنلندا ، السويد ، تركيا (شترستوك)
ومنذ سنوات تتهم أنقرة ستوكهولم بإيواء وتقديم المساعدة لمعارضين أتراك، ومنضوين ضمن حزب العمال الذي تصنفه إرهابياً، فضلا متورطين بمحاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016.
فيما تؤكد السويد أن قوانينها تحمي الحق في التعبير عن الآراء، وأنها لا يمكنها تسليم مواطنين على أراضيها إلى حكومات غربية.
يشار إلى أن فنلندا والسويد كانتا تقدمتا معا في مايو 2022 بطلب للحصول على العضوية في حلف الناتو، لكن تركيا حالت دون ذلك، وطالبتهما بإعلان المنظمات الكردية منظمات إرهابية، وكذلك تسليم الأشخاص المتهمين بالإرهاب أو المشاركة في محاولة الانقلاب عام 2016.
ثم جرت في 28 يونيو من العام نفسه، في مدريد، قبل بدء قمة الناتو، مفاوضات بين الأمين العام للحلف “ينس” ستولتنبرغ وأردوغان، ونينيستو وماغدالينا أندرسون، التي كانت آنذاك رئيسة وزراء السويد، لبحث هذا الموضوع وتذليل العقبات، لاسيما أن انضمام أعضاء جدد للحلف الدفاعي يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء فيه.