في أجواء استقطاب دولي صارت أفريقيا محور تنافس بين القوى الكبرى وبعد تجاهل وتهميش باتت دول القارة السمراء محجا لقادة ومسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها، حيث تعرض مشاريع للتعاون في إطار صراع نفوذ يمتد إلى أنحاء القارة وعينه على ثرواتها البكر.
وبهذا الصدد طرح برنامج “للقصة بقية” (2023/3/13) الأسئلة التالية: ما أبعاد هذا الصراع وأهدافه الإستراتيجية؟ وكيف ترى الدول الأفريقية موقعها منه وتداعياته عليها؟ وإلى أي حد يمكنها تحقيق التوازن بين مصالح شعوبها والضغوط الخارجية؟
كما بث البرنامج لقاء خاصا مع الرئيس الأنغولي جواو لورينسو الذي عانت بلاده من حرب أهلية دامت قرابة 3 عقود، وكانت من علامات الاستقطاب الدولي خلال الحرب الباردة، لتتجه في السنوات الأخيرة إلى التعاون مع الصين والبرازيل وغيرهما.
وبحث مع الرئيس الأنغولي رؤيته للهواجس المثارة بشأن العلاقات مع الصين وروسيا، واستقراء الفرص الممكنة للدول الأفريقية بفعل التنافس الدولي على قارتهم، واحتمالات تحول هذا التنافس إلى صراع بين القوى الكبرى.
وللحديث عن موضوع التنافس الدولي على القارة الأفريقية، سأل البرنامج لورينسو عن الكيفية التي تحدد بها بلاده علاقاتها الدولية مع المعسكر الغربي ممثلا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والقوى الدولية الأخرى كروسيا والصين وغيرهما.
وفي هذا الصدد، أوضح الرئيس الأنغولي أن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة مع كل بلد تقريبا في العالم، فأنغولا تربطها علاقات جيدة مع الصين والقوى الأخرى مثل روسيا وتركيا والهند، وسياستها الخارجية منفتحة للغاية، كما تربطها علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما شدد على أن الدول الأفريقية ملك للأفارقة فقط، معتبرا أنه من الخطأ أن تتعامل الصين وروسيا مع أفريقيا على أنها قارة تابعة لهما.
ثلث ثروات العالم
يذكر أن القارة السمراء تمتلك نحو ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ورغم هذه الثروات تعاني شعوبها أسوأ معدلات الفقر فضلا عن صراعات ونزاعات دامية.
وقد باتت في الأشهر الأخيرة محور اهتمام وتنافس دولي، فإثر الغزو الروسي لأوكرانيا، زار العديد من دولها، الرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، ووزراء خارجية الولايات المتحدة، وروسيا، والصين. وعقدت أواخر العام الماضي في واشنطن قمة أميركية أفريقية.
وحاور البرنامج في قصته خبراء أميركيين وروسا وصينيين حول دوافع دولهم في الاتجاه إلى أفريقيا، والأهمية السياسية والاقتصادية للقارة، والهواجس المتبادلة بينهم، كما تحدث فريق البرنامج إلى مسؤولين وساسة أفارقة حول أسباب تفضيل اللجوء إلى الصين لتطوير البنية التحتية في بلدانهم مقارنة بدول غربية.
وفي 24 يونيو/حزيران كانت الجولة الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أفريقيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تلتها جولة لوزير الخارجية الأميركي والتي كشفت عن صراع نفوذ متزايد في القارة السمراء.