ما من شك أن رفض أميركا للدور الصيني الذي ظهر مؤخراً ضمن حديث لتهدئة في أوكرانيا وكذلك دعوة الكونغرس لتزويد بذخائر عنقودية قد زاد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
فقد حثّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، واشنطن على تجنّب التصعيد في أوكرانيا، وفقاً لوكالة أنباء “إنترفاكس”.
متورطون فعلاً
ورأى ريابكوف أن الولايات المتحدة متورطة فعلاً بشكل مباشر في النزاع في أوكرانيا من خلال تزويد كييف بأسلحة فتاكة.
كما حذّر المسؤول الرفيع واشنطن من اختبار صبر موسكو، مشدداً على أن الأخيرة ستأخذ كل الإجراءات التي تضمن أمنها بكل الوسائل.
واعتبر أن الكونغرس لا يدرك العواقب التي يمكن أن تؤدي إليها مثل هذه المبادرة على أمن الناتو بقيادة الولايات المتحدة وأي فرص محتملة لتطبيع العلاقات مع واشنطن.
روسيا تتهم أميركا بالاستفزاز المتعمد
أتى كلام المسؤول الروسي الرفيه متزامناً مع تصريحات ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، والتي أكدت فيها أن عزم بريطانيا على تزويد لكييف بقذائف اليورانيوم المستنفد “مؤشرا واضحا” على سعي الغرب لتدمير أوكرانيا تماما.
ونقلت تاس عن زاخاروفا قولها أنه ليس هناك شك في أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا يسعى بوضوح إلى تدمير أوكرانيا بشكل نهائي، وفق تعبيرها.
كذلك انتقدت المتحدثة خطط بريطانيا ووصفتها بأنها “استفزاز” يهدف إلى التسبب في جولة جديدة من الصراع والمواجهة بشأن أوكرانيا.
التوتر سيد الموقف
يشار إلى أن العلاقات بين أكبر قوى العالم كانت شهدت خلال الفترة الماضية، توتراً لا يوصف بسبب ملفات وحوادث سياسية كثيرة، كان آخرها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
فبينما دعمت واشنطن كييف سياسياً وأغدقت عليها بالسلاح والعتاد، استنكرت موسكو بشدة هذه المواقف.
وفي آخر تطورات الملف، أن رفضت واشنطن أي دعوة من شأنها إرساء وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، خلال الوقت الحالي.
جاء ذلك في تصريحات لمتحدث الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض جون كيربي، تعليقا على الدعوات الصينية لوقف إطلاق النار، قائلاً: “واشنطن لا تؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار في هذا الوقت، وتعتبرها اعترافا وتصديقا على الغزو الروسي”.
يشار إلى أن بكين كانت كشفت في 24 فبراير/ شباط الماضي، عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا سلميا، وشددت على ضرورة استئناف الحوار المباشر بين البلدين في أقرب وقت.
ونصت بنود المقترح على ضرورة احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة.
في حين تشهد العلاقات بين موسكو وبكين تناميا متصاعدا، وسط تحذير غربي من الدور الذي قد تلعبه الصين في مسار الحرب الروسية الأوكرانية.