شوغالي وفاغنر وسيف الإسلام القذافي.. وثائق ولقطات ومقابلات حصرية تكشف قصة الدور الروسي في ليبيا | سياسة

كشف مكسيم شوغالي، الرجل الروسي الغامض، لبرنامج “ما خفي أعظم” ضمن تحقيق جديد، عن تفاصيل اعتقاله في ليبيا عام 2019، وعلاقته المريبة بمؤسس فاغنر وبسيف الإسلام القذافي.

وحول اعتقال شوغالي وأحد مساعديه في طرابلس يوم 17 مايو/أيار 2019، كشف رئيس المجلس الأعلى في ليبيا خالد المشري أن الاعتقال جاء بناء على معلومات استخباراتية من دولة أجنبية لوزارة الداخلية ومكتب النائب العام، رجح أن تكون الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أنه في تلك الفترة لم تكن روسيا قد تدخلت بعد لصالح اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ومن جهته، أكد فتحي باشاغا الذي كان حينها وزيرا للداخلية (2018-2021)، أن الاعتقال قام به مكتب النائب العام الذي كان لديه كامل المعلومات عن تحركات شوغالي، وهو من أمر بالقبض عليه وعلى مساعده، مؤكدا أنه لم يكن لديه معلومات كافية عن عملية الاعتقال.

وتحدث عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي نزار كعوان، من جهته، عن تعاون استخباراتي ليبي أميركي أفضى إلى اعتقال شوغالي.

وفي لقاء خاص مع “ما خفي أعظم”، قال شوغالي -وهو رئيس صندوق حماية القيم الوطنية في روسيا- إنه ليس رجلا عسكريا، وإنه خدم في جيش الاتحاد السوفياتي (1984 و1986)، ولا علاقة له بالقوات الخاصة أو القوات المسلحة، مؤكدا أنه كان قد دخل ليبيا بتأشيرة رسمية ولم يوجه له أي اتهام بشكل واضح.

ورفض شوغالي الخوض في ظروف احتجازه في لقائه مع الجزيرة، مكتفيا بالقول إن هذا الأمر تم توجيهه ودعمه من الخارج، داعيا إلى تجاوز هذا الموقف.

وبث البرنامج لقطات حصرية لعملية مداهمة واعتقال شوغالي التي تمت يوم 17 مايو/أيار 2019.

وتظهر نسخة حصرية مسربة من مذكرة النيابة العامة الليبية في قضية شوغالي وفريقه، أن “مكسيم شوغالي انطولي” ونشط مع آخرين في العمل على الأراضي الليبية ضمن فريق روسي وقام بمهام متعددة، وضم الفريق بعض الأشخاص من بينهم سامر سعيفان، الذي يحمل الجنسيات الروسية والأردنية والبيروفية، وهو في الأصل طبيب جراح وكان المترجم الخاص لشوغالي. ودخلوا جميعا ليبيا تحت غطاءات مختلفة.

ويشير التحقيق الاستقصائي إلى أن اسم يفغيني بريغوجين يُذكر بشكل متكرر في محضر النيابة العامة الليبية، وأشير إليه بعدة أسماء. ويوصف بأنه أحد أكبر صناع القرار في المطبخ الروسي، وارتبط اسمه بتأسيس مجموعة فاغنر.

وحول علاقته ببريغوجين مؤسس فاغنر، أقر شوغالي في مقابلته مع الجزيرة بمعرفته الشخصية بمؤسس فاغنر.

لقاءات بسيف الإسلام القذافي

ويكشف المشري لبرنامج “ما خفي أعظم” أن بريغوجين -أو كما يوصف بطباخ الرئيس بوتين- تواصل معه شخصيا بهدف إنهاء قضية شوغالي من دون ضجة، وهي المكالمة التي سربها الروس أنفسهم.

وعرج التحقيق الاستقصائي -الذي حمل عنوان “أسرار شيغالي”- على التدخل الروسي في ليبيا من خلال قوات فاغنر، لكن شوغالي نفى الاتهامات التي توجه إلى فاغنر، وقال إنها “نوع من الخرافة”.

وتمكن البرنامج من الحصول على ملفات سرية تضم مئات الوثائق والتقارير وعشرات المقاطع المصورة التي كانت في أجهزة شوغالي الخاصة وتمت مصادرتها يوم اعتقاله، تكشف ما خفي من دور الفريق الروسي والمرتبطين به في المشهد الليبي وخارجه.

وتظهر تقارير سرية أن شوغالي كان يرصد الوضع الميداني والعسكري في ليبيا وينقل المعلومات إلى موسكو يوميا، لكن أبرز ما فيها سلسلة لقاءات الفريق الروسي بسيف الإسلام القذافي، بهدف دعمه لخوض الانتخابات الرئاسية. وتظهر الوثائق أن 3 لقاءات جرت بين الفريق الروسي وسيف الإسلام.

وحول اللقاءات مع سيف الإسلام، يقول شوغالي إن ابن القذافي كان حينها غير معتقل، نافيا وجود سعي لفريقه للتأثير في الانتخابات الليبية.

ويذكر أنه بعد عام و8 أشهر تم الإفراج عن شوغالي ومساعده في ما وصفت بصفقة سياسية، وقال خالد المشري إن الإفراج جاء بعد وساطات كثيرة.

وعرض البرنامج الاستقصائي لقطات بثت لأول مرة تتعلق بتسليم شوغالي ومساعده إلى سلطات بلديهما من قبل السلطات الليبية بطرابلس يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2020. وتمت عملية التسليم في مطار العتيقة.