توقع عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحيّة أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي قد قرب موعد حسمها، وهناك مؤشرات توحي بذلك منها أن دودة السوس بدأت تنخر في الاحتلال سواء في بنيته الداخلية أو في الحاضنة الخارجية أو في قناعات الأمة والشعب الفلسطيني.
وقال إن الشعب الفلسطيني يتعزز إيمانه بمقاومة الاحتلال في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وأراضي 48، وخيارات تسوية الصراع فشلت فشلا ذريعا، مؤكدا على ضرورة خروج الاحتلال تدريجيا من الضفة الغربية وبعدها من فلسطين.
وتطرق الحيّة -في حلقة (2023/3/26) من برنامج “المقابلة” الجزء الثاني- إلى المشروع السياسي لحركة حماس، وإلى أسباب مشاركتها في الانتخابات التشريعية لعام 2006 وانخراطها في الحكومة وصراعها مع السلطة.
وأشار إلى أن مشروع حماس السياسي قام على أساس تحرير الأرض وعودة الإنسان، ثم تطورت أدوات المقاومة، وكان هناك العمل الوطني المشترك، لكن اتفاق أوسلو جاء ليقطع الطريق على المشروع الوطني بالكامل وعلى مواصلة الانتفاضة الأولى لقطف الثمار.
وقال إن المفاوض الفلسطيني تم إيهامه بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن ينال حقوقه، ولكن هذا “الاجتهاد الخطيئة” قطع الطريق على مواصلة الانتفاضة، ولذلك عندما شعروا بفشلهم في 2000 في مشروعهم غضوا الطرف عن انتفاضة الأقصى، وبالتالي انخرط فيها الشعب الفلسطيني بالكامل بمن فيه أبناء السلطة وأبناء حماس وأبناء الجهاد الإسلامي وغيرهم، وأحدثوا تطورا جيدا.
ويبدي الحية أسفه لكون من أسماهم المتنفذين في السلطة عادوا لقطع الطريق على الانتفاضة، رغم أنها أدت إلى خروج الاحتلال بلا قيد ولا شرط من قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية.
وعن عودة حماس للانخراط في مؤسسات اتفاق أوسلو، كشف رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس أن الحركة “لم يكن لديها قرار لإنهاء السلطة ولا مواجهتها، وأن هذا الاجتهاد يتحمله أصحابه”، مؤكدا أن خط المقاومة بقي قائما ولم يتم الاصطدام مع السلطة، رغم أن الحركة تحملت منها الأذى في الفترات الكبيرة بعد عام 1996.
مقاربات سياسية
وقال إن حماس ذهبت للمشاركة في انتخابات 2006 لأن قراءتها كانت تقول إن هناك محاولة جديدة لإنهاء ما تبقى من الروح الفلسطينية، وبالتالي كان قرار المشاركة لتحقيق هدفين: حماية برنامج المقاومة الذي يلتف عليه عموم الشعب الفلسطيني، وثانيا أن السلطة على مدى وجودها من 1994 إلى 2005 برزت عليها عوامل الترهل والفساد الإداري، فكان لا بد من المشاركة في السلطة لتصويب وتقويم الخلل والفساد الإداري، ودخلت حماس السلطة “لا إيمانا بأوسلو ولا انسجاما معه”.
وقد التزم رئيس الوزراء إسماعيل هنية بمبادئ وأطر الحركة عندما كلّفه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بتشكيل الحكومة، وهنا بدأ الإشكال -يضيف الحيّة- بين مسارين، مسار أوسلو ومسار المقاومة الذي مثلته حماس، وبقي المساران مختلفين. وكان الخلاف إستراتيجيا في العمل السياسي والعمل الميداني المباشر.
ورغم أن حركة حماس بقيت على مبادئها ورؤيتها السياسية، فإنها ذهبت إلى “مقاربات سياسية من أجل الحفاظ على بقاء مسيرة المقاومة والوصول إلى نقطة اتفاق كمشروع وطني ما بين الفصائل الفلسطينية”. وشدد الحيّة على أن حماس عملت مقاربات سياسية لتحقيق الوفاق الوطني والانطلاق ببرنامج مشترك، لكنها أبقت يديها على الزناد.
كما حافظت الحركة في كل مراحلها قبل انتخابات 2006 وبعدها على المقاومة ممثلة في كتائب القسام، وحافظت أيضا على منظومتها الأمنية ومنظومتها التنظيمية والحركية والدعوية، وبقيت مسارات لم تمس ولم تختلط بالشأن الحكومي.
وتحدث مسؤول حماس أيضا عن مسيرته في العمل النضالي الفلسطيني ضمن حركة حماس.