يقول الكاتب الأميركي ماكس بوت إن روسيا تعاني من أزمة سكانية ويتوقع أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلها عن طريق “غزو” الدول المجاورة عسكريا.
ويوضح بوت المحاضر والمؤرخ العسكري الأميركي في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) أن روسيا في دوامة “موت ديمغرافي”، مشيرا إلى أن عدد الوفيات ظل يتجاوز كل عام عدد المواليد منذ نهاية النظام الشيوعي، وانخفض عدد السكان بنسبة 2% خلال هذه الفترة من 148.6 مليون عام 1993 إلى 145.6 مليون بداية عام 2022، بينما زاد عدد سكان أميركا في نفس الفترة، على سبيل المقارنة، بنسبة 33%.
ونقل بوت عن زميله في “معهد أميركان إنتربرايز نيكولاس إبرستادت” قوله إن وفيات الرجال في روسيا مرتفعة بشكل غير عادي بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية وما إلى ذلك) والقتل والانتحار والحوادث، والمستويات المرتفعة من الإفراط في الشرب وإدمان المخدرات، والتي تمثّل علامة على اليأس.
عدد القتلى مهول
وقال إن روسيا فقدت في حرب أوكرانيا خلال العام الماضي ما بين 60 و70 ألف قتيل، أكثر من كل حروبها الأخرى مجتمعة منذ عام 1945، مع عدم وجود نهاية في الأفق، مضيفا أن المتوسط الحالي لمعدل القتلى من الجنود الروس شهريا هو على الأقل 25 ضعف عدد القتلى شهريا في الشيشان و35 ضعفا لقتلاهم في حرب أفغانستان.
وأضاف أن بوتين يدرك المشكلة تماما ويتحدث عنها طوال الوقت. ففي سبتمبر/أيلول 2021، أعرب عن أسفه من أن عدد سكان روسيا كان يجب أن يبلغ آنذاك 500 مليون نسمة لولا خسارة الإمبراطورية الروسية بعد ثورة 1917 وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، والتي وصفها بأنها “أكبر كارثة جيوسياسية خلال قرن”.
مناورة يائسة
واستمر بوت يقول إن بوتين حاول عبثا استخدام جميع الطرق العادية لعكس هذا الاتجاه، من تقديم حوافز مالية للمواطنين لإنجاب المزيد من الأطفال إلى محاولة جذب المهاجرين من آسيا الوسطى. واعتبر الكاتب “غزو” الرئيس الروسي لأوكرانيا بمثابة “مناورة يائسة لزيادة عدد السكان الروس تحت تهديد السلاح”.
وقال إن اختطاف الروس لما لا يقل عن 11 ألف طفل أوكراني له علاقة بـ”هوس التراجع السكاني” الذي يقض مضجع بوتين.
وختم بوت مقاله بالقول إذا كان هناك أي شيء، فإن وعي بوتين بـ”حلقة الهلاك الديمغرافي” يجعله أكثر يأسا وخطورة.