وافق أمس الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عام، وبهذه المناسبة، يرى المحلل السياسي والمدير السابق للمعهد العربي الأميركي، عمر بدر، أن هذا هو الوقت الملائم للتفكير في حالة الإسلاموفوبيا في المجتمع الأميركي.
وأشار إلى ما وصفه بمفارقة مذهلة، إذ تراجعت هذه الظاهرة مؤخرا بشكل كبير، وقال إن المفارقة هي أن “الفضل” في ذلك يرجع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ولفت الكاتب -في مقال له بمجلة “نيوزويك” (Newsweek)- إلى أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كانت حافزا ملحوظا لارتفاع ملحوظ في منسوب الإسلاموفوبيا في أميركا، حيث ازداد عدد جرائم الكراهية ضد الأميركيين المسلمين، وضد أي شخص بدا شكله عربيا أو مسلما، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأضاف بدر أن التعصب ضد المسلمين أصبح مهنة مربحة، إذ نجح المدافعون عنه في تصدر المشهد، وتنافس كثير من مرشحي الحزب الجمهوري تحديدا في استغلال هذه المسألة لتحقيق مكاسب سياسية. لكن ترامب تفوق على أقرانه عندما أعلن أن “الإسلام يكرهنا”، وأصدر قرارات تمنع مواطني دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن المفارقة تكمن في هذا الأمر، وهي أن رئاسة ترامب شهدت تراجع ظاهرة الإسلاموفوبيا، ليس لأن أقواله وأفعاله تهدف إلى تهميش هذا الورم السياسي الثقافي، ولكن لأنه بذل قصارى جهده للترويج له.
وعلى الرغم من تراجعها في الخطاب السياسي الأميركي، فإن الإسلاموفوبيا تمتد على الصعيد العالمي، ولا تزال تشكل تهديدا حقيقيا.
وأوضح الكاتب أنها تمتد من المواقف المعادية للمسلمين في أوروبا إلى حرب الصين على سكانها المسلمين الإيغور، مرورا بالاعتداءات على المسلمين في الهند، والإبادة الجماعية في ميانمار ضد مسلمي الروهينغا.