حذر مقال في موقع يورأيشيان تايمز (EurAsianTimes) من أن الصين قادرة على شل حركة سفن البحرية الأميركية في غرب المحيط الهادي، تماما مثلما فعلت أوكرانيا بالروس في مدينة خيرسون.
وورد في المقال -الذي كتبه كبير المحررين بالموقع بارث ساتام- أن خدمات النقل والإمداد (اللوجيستية) واستدامتها تستأثر حاليا بخيال المخططين العسكريين مرة أخرى، في خضم الحروب الطويلة مع عدو لدود، مشيرا إلى أن ذلك ربما ينبئ بأن واشنطن تعد العدة للاشتباك مع الصين في غرب المحيط الهادي.
نقطة ضعف
وقال الكاتب لطالما تم الإقرار بعجز الولايات المتحدة عن إعادة تزويد سفنها بالوقود وقطع الغيار، في حين تستطيع الصين مواصلة القتال على نحو مريح من داخل أراضيها، وهو ما عدَّه محللون عسكريون أميركيون نقطة ضعف؛ الأمر الذي يتوقع معه أكاديميون ألا تكون له عاقبة حميدة على أميركا.
ونقل الموقع -المتخصص في شؤون دول جنوب آسيا والمحيط الهندي- في مقاله عن أدميرال بسلاح البحرية التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني اعترافه بأن سفن الإمداد الخاصة بالبحرية الأميركية ستكون هدفا رئيسيا للصينيين، لأن “تدمير الخدمات اللوجيستية يعني القضاء على شريان حياة السفن القتالية”.
بُعد المسافات
وقال إنه من شأن بعد المسافة بين بحر جنوب الصين وشرقها وسلاسل الجزر بالمنطقة أن يُسهِّل على الصينيين ضرب الزوارق التي تنقل الوقود والطعام والذخيرة إلى السفن القتالية التابعة للبحرية الأميركية، “وهذه أكبر نقطة ضعف تعترض كل خطة يتوصل إليها الجيش الأميركي لمواجهة الصين في غرب المحيط الهادي”.
وكشفت الحرب الدائرة في أوكرانيا كيف يمكن للعدو استهداف خطوط إمداد طويلة، إذ جاء انسحاب روسيا الجزئي من خيرسون إلى الغرب من نهر دنيبرو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لأن أوكرانيا بدأت ضرب خطوط الإمداد الروسية الضيقة التي تغذي أنظمة المدفعية طويلة المدى والصواريخ. وتوقع غاري روغيد -وهو ضابط سابق في البحرية الأميركية شغل منصب رئيس العمليات البحرية- أن تحاول الصين فعل الشيء نفسه بالضبط.
سيناريو قاتم
ويعد هذا السيناريو قاتما للقادة العسكريين الأميركيين، الذين سيفقدون أي خيار للعمليات المستمرة، ويرون أن أي استمرار في القتال لا طائل من ورائه. وحسب المقال، فإن مثل هذه العوائق العصية على الحل التي تقيد دوائر صنع القرار الأميركي تصب في مصلحة الصين، التي تتمتع بنفوذ دبلوماسي أكبر في إنهاء الحرب لصالحها.