مراسلو الجزيرة نت
الدوحة – تحت عنوان “أثر الفراشة” وعلى مدار يومين، انطلقت اليوم السبت في الدوحة قمة “TED بالعربي” بمشاركة واسعة من أقطار العالم العربي كافة، حيث بلغ عدد المسجلين للحضور نحو 5 آلاف شخص.
قمة “تيد بالعربي” تستضيفها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وتقام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وتعرض أفكارا مبتكرة وملهمة تحت موضوع “أثر الفراشة” الذي يعبر عن تأثير “TED بالعربي” والاستمرار في إحداث التأثير بعد ختام هذه القمة.
وإلى جانب المحاضرات الرئيسة التي سيلقيها 17 متحدثا عن قصصهم وأفكارهم الملهمة، سيتسنّى للجمهور أيضا التفاعل والتعلم والتواصل مع المشاركين الآخرين عبر مجموعة متنوعة من المحادثات التفاعلية وورش العمل لتبادل الأفكار وتطويرها.
ومؤتمرات “TED” اختصار لكلمات: “تكنولوجيا، وترفيه، وتصميم” (technology, entertainment and design)، وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية تهدف لتعريف العالم بالأفكار الجديدة والمتميزة ونشرها، وترعاها مؤسسة “سابلنج” الأميركية وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها “أفكار تستحق الانتشار”، وأُسّست عام 1984 فكانت حدثا انطلق مرة واحدة، ولاحقا بدأ مؤتمرها السنوي عام 1990 في كاليفورنيا.
ومبادرة “TED بالعربي” انطلقت في يوليو/تموز 2020 بين “TED” ومؤسسة قطر، لتوفير مساحة للمفكرين والباحثين والفنانين وصنّاع التغيير من الناطقين باللغة العربية، بغية مشاركة أفكارهم التي تستحق الانتشار.
خلق محتوى عربي
في هذا السياق، قالت مديرة تطوير الشراكات والمبادرات الإستراتيجية في مؤسسة قطر عائشة المضاحكة إن الهدف من القمة اكتشاف الأفكار في العالم العربي ودعمها وخلق محتوى باللغة العربية، مشيرة إلى أن “أثر الفراشة” تعبير مجازي عن نقل الأثر بين الأجيال وتراكم الأفكار والثقافات العربية، ففكرة “أثر الفراشة” مفادها أن الأشياء الصغيرة قد تكون لها تأثيرات متفاوتة، وأن أعمالنا اليوم قادرة على إحداث أثر جماعي دائم.
وفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت المضاحكة أن القمة تتضمن جلسة عن أثر صناعة الأفلام في العمل المناخي، وكيف يمكن استخدام قوة الصورة والكلمة لإلهام الجماهير من أجل المناخ، وأخرى تناقش إستراتيجيات مواجهة شحّ المياه، بدءا من المنازل ووصولا إلى مدن بأكملها.
وأكدت أن مؤسسة قطر تنظم هذه القمة إيمانا بأهمية إطلاق قدرات الإنسان، ودعما لمسيرة دولة قطر في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، كما تأتي في سياق اعتناء المؤسسة بالحفاظ على اللغة العربية وترويجها والاحتفاء بها، بالإضافة إلى توفير منصات لمشاركة المعارف ووجهات النظر والأفكار.
تجارب استكشافية
وتضم القمة مجموعة من الجلسات والورش لتعليم اللغة العربية بين المنظومات التقليدية والأطر الحديثة، وتتناول أهمية إيجاد حلول عصرية في تعليم اللغة تحاكي معطيات العصر ومتطلباته.
كذلك تتضمن جلسة نقاشية عن تجربة مؤسسة قطر في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وستقدم ورشة عمل عن الخط العربي تتيح للمشاركين فرصة استكشاف التقنيات الجديدة لهذا الفن التقليدي والإمكانات اللانهائية للحروف العربية.
وينضم إلى التجارب الاستكشافية في القمة مجموعة من المؤثرين الفلسطينيين في ورشة بعنوان “دافع عن قضيتك بموهبتك”، بالإضافة إلى مبادرة “خزائن” لتوثيق الورقيات في فلسطين وأرشفتها، كما ستقدم جلسة كوميديا باللهجة الفلسطينية مفعمة بالتحديات والأحداث الشائقة.
ولتسهيل تصفح محتويات المبادرة، قامت “TED” بإنشاء منصة رقمية تركز على المواضيع التي تهم الناطقين باللغة بالعربية، وستجمع هذه المنصة بين محتويات “TED” الأصلية والمترجمة، مثل مقالات المدونة ودروس فيديو من “TED-Ed”، فضلا عن محتوى فيديو مُصمَّم خصيصًا للمبادرة، بهدف تواصل التأثير ببقاء محتويات المنصة الرقمية بعد الاختتام الرسمي لهذه الشراكة.