مراسلو الجزيرة نت
غازي عنتاب- مصائب قوم عند قوم فوائد، باتت هذه المقولة تنطبق على رواج بعض السلع والخدمات بين المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا، ومن بينهم اللاجئون السوريون.
أبرز تلك المنتجات هي الخيام والمنازل المسبقة الصنع والأغطية وخدمات النقل وتأمين الكهرباء والمياه ولوازم شحن الهواتف المحمولة، وغير ذلك. ومع توفر تلك المنتجات في الأسواق المحلية، إلا أن جيوب اللاجئين لا تتحمل تكاليفها، إذ يعيش قسم كبير من العائلات في ظروف اقتصادية صعبة.
ورغم حصول معظم الذين تضررت منازلهم جراء الزلزال -سواء كان ضررا خفيفا أو متوسطا أو كبيرا- على تعويضات بنحو 10 آلاف ليرة تركية (الدولار نحو 19 ليرة)، فإنهم لا يزالون ضمن دائرة الأزمة التي تجعلهم غير قادرين على الاستقرار ولو بشكل مؤقت.
البحث عن خيمة
خلال الأيام الأولى من الزلزال، كان الهدف الأول لعديد من العائلات في المناطق المنكوبة هو البحث عن حل مؤقت للإقامة.
وبين انتظار خيمة من المنظمات المعنية أو شرائها، زادت معاناة عدد من العائلات، من بينهم عائلة يوسف محمد، الذي يقول للجزيرة نت “ظللت أبحث عن خيمة للبيع أو الإيجار، لكن الأسعار كانت مرتفعة في البداية، إذ كانت أرخص خيمة مقابل 400 دولار”.
بعد أن أغلقت المراكز التي استقبلت تجمعات النازحين، اضطر محمد للانتقال إلى منزل ابن عمه، في حين يبحث الآن عن منزل جديد.
وارتفعت أسعار الإيجارات في غازي عنتاب بشكل لافت، في الوقت الذي ازداد فيه الطلب على المنازل، خصوصا تلك التي تقع في الطوابق الأرضية.
المركبات حاجة ملحّة
كلٌ مضى إلى سيارته الخاصة حيث استقر فيها مؤقتا مع عائلته، في حين افترشت عائلات أخرى الساحات والحدائق في ظل الطقس البارد، بينما اتجه آخرون إلى الجوامع أو الملاجئ.
يقول محمود الإبراهيم (29 سنة) “لاحظنا مدى أهمية وجود سيارة في مثل هذا الظرف، كثير من الناس الذين خرجوا للشوارع ركبوا سياراتهم وأشعلوا التدفئة كحل مؤقت، وهناك من غادروا المنطقة فورا، لكن من لم يملك وسيلة نقل خاصة عاش ظروفا صعبة”.
يخطط الإبراهيم حاليا لشراء سيارة في أقرب وقت، موضحا أنه لو كانت لديه سيارة لكان خرج من المدينة يوم الزلزال، ولم يتعرض مع زوجته وابنه لظروف قاسية استمرت لأكثر من أسبوعين.
من جانبه، يقول سادات دوغان (مواطن تركي في غازي عنتاب 42 سنة) إن “أكثر الاحتياجات إلحاحا بعدما حصل الزلزال كانت الخيام والكرفانات، أيضا المركبات كانت جدا مهمة في هذا الوقت”.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف دوغان أنه ذهب مع عائلته إلى مزرعة بريف غازي عنتاب حيث يوجد منزل لأقاربه، وهناك أقام خيمة بجانب المنزل واستقروا فيها خلال الأيام الأولى، وكان يدخل المنزل لجلب الحاجات الضرورية فقط.
ما بعد الزلزال
لم تقتصر احتياجات الناجين من كارثة الزلزال على المركبات والخيم واستئجار منازل جديدة، بل شملت منتجات وخدمات أخرى.
ويبدو أن شراء أغطية وحقائب ووجبات سريعة التحضير، إضافة للوازم الهواتف المحمولة، كانت بين أكثر الأشياء التي احتاجها الناجون خلال الأيام الأولى بعد الكارثة.
“خرجنا مع أقربائي وعائلاتهم إلى تجمع كان في منطقة الجامعة في غازي عنتاب، أكثر الأشياء التي احتجناها هي وصلات وشواحن الهواتف المحمولة، إضافة للأغطية حيث افترشنا ممرات المركز وجلسنا لأيام هناك”، حسب عبد الحميد أحد اللاجئين السوريين هناك.
ووفق عبد الحميد، فإن إبقاء الهاتف قيد الخدمة كان أهم شيء، إذ كان يتابع من خلاله آخر الأخبار في منطقته، كما أنه وسيلة للاطمئنان والتنسيق مع أقاربه وأصدقائه.
ولا يزال كثير من سكان المناطق المنكوبة إثر الزلزال -حتى أولئك الذين حصلوا على خيم وشيدّوها- غير مستقرّين، في حين انتقلت عديد من العائلات (سوريين وأتراك) للاستقرار بشكل دائم في ولايات تركية أخرى.