لم تمر سوى ساعات قليلة على عرض حلقة برنامج “تفاصيل” مع الإعلامي السوري أحمد الريحاوي والتي استضاف فيها المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز، للحديث عن انتهاكات قوات الأمن التركية بحق الشباب السوريين على الحدود، حتى اعتقلته السلطات التركية.
فالحلقة التي بثت على الهواء مباشرة لم تمر مرور الكرام، بل شهدت اشتباكاً لفظياً وكلامياً بين الضيف والمقدّم، انتهت بطرد الضيف منها.
انتهاكات أم ماذا؟!
ففي حديث مباشر، لم يحتمل الضيف على ما يبدو ما قال إنها اتهامات من المقدّم للأمن التركي بافتعال انتهاكات بحق الشباب السوريين على الحدود، والتي تكررت إلى حد كبير خلال الفترة الماضية خصوصاً، ولطالما انتهت بمقتل شبّان سوريين برصاص الأتراك.
وأثناء الحورا، انفعل الطرفان، وبينما طالب المقدم بشرح واضح من المحلل حول أسباب سقوط ضحايا، رفض يلماز تلك التلميحات، ما أدى إلى تطور الحديث حتى الاشتباكات اللفظية.
وبين كلمة “بأي حق يقتل السوريون”، وأخرى “اخرج من بلدي”، انتهى الحوار بطلب المقدّم من الضيف الحديث بأدب أو الخروج، مشدداً على أن الحلقة ستعرض كاملة وعلى الهواء مباشرة دون أي حذف.
ليغادر الضيف التركي بعد سحب أوراق المقدم من على الطاولة وتمزيقها، الاستديو غاضباً. في حين عرضت الحلقة فعلاً.
اعتقال المدير العام والمقدّم
إثر ذلك، اعتقلت السلطات التركية، مدير قناة “أورينت” السورية علاء فرحات، والإعلامي السوري أحمد الريحاوي.
كما كشفت القناة عبر حسابها في فيسبوك، أن السلطات التركية أوقفت مدير أورينت علاء فرحات، ومقدم برنامج “تفاصيل” أحمد الريحاوي، بعد شكوى تقدم بها، المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز عقب عرض الحلقة.
من جانبه، طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات التركية بالإفراج الفوري عن الإعلاميين السوريين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب السلطات التركية بالإفراج الفوري عن الاعلامي السوري أحمد ريحاوي الذي جرى توقيفه في مركز أمني تركي، على خلفية طرد محلل سياسي تركي من الاستديو ضمن حلقة تتحدث عن انتهاكات الجندرما التركية
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) March 14, 2023
ضجة كبيرة
يشار إلى أن الحدود السورية كانت شهدت الأيام الماضية، مقتل 3 سوريين على يد قوات الأمن التركية (الدرك).
وقد تم اعتقال الإعلاميين السوريين في مركز شرطة تركي، دون معلومات جديدة حول نية للإفراج عنهما.
إلى ذلك، أحدث الفيديو ضجة كبيرة بين الأوساط السورية خلال الساعات الماضية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بإطلاق سراح الإعلاميين اللذين تم تحويلهما إلى دائرة الهجرة بتركيا بعد رفض القضاء دعوى تقدم بها المحلل التركي.