نشرت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية تقريرا طويلا عن معاناة المهاجرين من دول أميركا الجنوبية والوسطى وهم يحاولون طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، قائلة إن المخاطر التي يتعرضون لها من قبل عصابات الاختطاف والمخدرات والجنس قد اُضيفت إليها عقبة جديدة، هي التكنولوجيا.
وتوضح الصحيفة أن تطبيقا جديدا اسمه “سي بي بي” (CBP) فرضت السلطات الأميركية استخدامه حتى يتمكن المهاجر من تقديم طلبه للموافقة على عبور الحدود من المكسيك، مشيرة إلى العديد من العوائق التي تقف أمام هؤلاء المهاجرين لاستخدام هذا التطبيق.
البحث عن إشارة واي فاي
وقال التقرير إن هؤلاء المهاجرين يستيقظون كل يوم قبل شروق الشمس للبحث عن إشارة “واي فاي” (Wi Fi) ليحاولوا الحصول على موعد من بين 700 إلى 800 موعد متاح في 8 نقاط دخول. ويقدر المدافعون عن اللاجئين أن هناك أكثر من 100 ألف شخص يسعون للدخول، وأن المواعيد في التطبيق تُملأ خلال 5 دقائق.
في السابق، كان بإمكان المحامين التدخل لتقديم دعوى لطالبي اللجوء للحصول على قبول طارئ في الولايات المتحدة. والآن يقاتل الفارون من عنف العصابات من أجل الحصول على مواعيد بمفردهم، جنبا إلى جنب مع أولئك الذين يواجهون ظروفا أقل قسوة.
وتقول وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن التطبيق مصمم لإزالة بعض المخاطر من قبيل وجود طوابير طويلة من المهاجرين المنتظرين في المدن الحدودية بالمكسيك، حيث اختطف مواطنون أميركيون أخيرا وقُتل اثنان. وبدلا من ذلك، يمكن لكثيرين الآن التقديم من وطنهم وإظهار تاريخ موعدهم.
أحيانا يتصاعد اليأس
ومع ذلك، وفي مخيمات المهاجرين والملاجئ والبيوت الآمنة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كان طالبو اللجوء الذين وصلوا قبل إطلاق التطبيق أو واجهوا خطرا وشيكا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الانتظار للعثور على إشارة واي فاي للحصول على موعد؛ تتدافع العائلات الراغبة بتسجيل جميع أفرادها لمعرفة جميع المواعيد اليومية التي تم أخذها، ويتصاعد اليأس وهم يتطلعون إلى بلد في مرمى البصر ولكنه بعيد المنال على الدوام.
وحكى التقرير عن أسرة وصلت إلى الحدود وهي لا تملك أي مال، ولم يكن لديهم أيضا هاتف ذكي، لكنهم أدركوا سريعا أنهم لن يدخلوا الولايات المتحدة من دون هاتف ذكي، لذلك باعوا معا الحلوى في الشوارع حتى كسبوا ما يكفي لشراء هاتف مستعمل من محل الرهن.
والآن يكافح أفراد هذه الأسرة لشراء أرصدة البيانات لاستخدام الإنترنت، وأحيانا يمضون أياما دون أن يتمكنوا من تجربة حظهم مع التطبيق.
نطاق التردد واللغة واللون
وخدمة الواي فاي في شمال المكسيك، كما يقول التقرير، هي أيضا متقطعة في أحسن الأحوال وفي أسوأ الأحوال غير موجودة. وقد تكون الإشارة قوية بما يكفي لتسجيل الدخول ولكن النطاق الترددي المنخفض يتعثر كلما تعمق المرء في التطبيق. ويقول المهاجرون إن الإشارة تنقطع تماما عند التقاط صورة أو تحميل معلومات.
ويقول المدافعون عن المهاجرين والعائلات إن التطبيق قد شكّل عقبات إضافية للمهاجرين السود. ففي البداية لم تكن التعليمات متوفرة بلغاتهم، كما يقول المهاجرون ذوو البشرة الداكنة إنهم يواجهون صعوبة أكبر في ميزة التقاط الوجه.