قال الدكتور محمود يزبك أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة حيفا، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن موافقة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو على إنشاء جهاز أمني جديد يعكس ضعفهما، ورضوخ الأخير لاشتراطات الوزير المتطرف “إيتمار بن غفير”.
وفي حديثه لـ “ما وراء الخبر” (2023/4/3) أوضح ضيف البرنامج أن نتنياهو اضطر -على خلفية تجميده العملية التشريعية ضد المحكمة العليا- إلى القبول بشرط بن غفير، وهو إنشاء مليشيا أمنية متطرفة خوفا من أن تنهار حكومته، وهو ما يعكس بوضوح هذا الضعف.
يأتي ذلك على خلفية موافقة الحكومة على إنشاء جهاز أمني جديد تحت مسمى “الحرس الوطني” يقوده وزير الأمن القومي “بن غفير” في ظل مواقف رافضة لهذه الخطوة، أعلنها قائد الشرطة والمستشارة القضائية للحكومة وزعاماتٌ معارضة.
وشدد الخبير بالشأن الإسرائيلي على أن تل أبيب ليست في حاجة إلى أي جهاز أمني جديد، فما لديها يكفي “ليس فقط لدولة إسرائيل وإنما لمجموعة دول” حسب تعبيره، لكن نتنياهو الذي يمر بأكثر فتراته ضعفا خضع لشروط بن غفير ليحظى بدعمه وبقائه في الحكومة.
وقال أيضا: بن غفير شخصية سياسية مهزوزة نفسيا ومدان من قبل المحاكم الإسرائيلية، وسيطرة مثله على خيارات الحكومة يدل دلالة كبيرة على ما سبق ذكره، والموافقة على إنشاء الجهاز الأمني ليس إلا “إرضاء لنفسية مريضة” لهذا الوزير.
وذكر الخبير السياسي بأن جميع المحللين الأمنيين بإسرائيل يقولون إن ما لم تستطع أن تفعله الأجهزة الأمنية الفاعلة لدولتهم في التعامل مع الفلسطينيين لن يستطيع جهاز جديد أن يضيف جديدا فيه، ولن يكون له دور إلا زيادة تأزيم الموقف من خلال ما يمكن أن تمارسه عناصر ذلك الجهاز، والمتوقع أن يكونوا من قوى يمينية متطرفة فاشية.
وكانت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا أعربت عن معارضتها لإنشاء الجهاز، متحدثة عن عوائق قانونية، كما قال زعيم المعارضة يائير لبيد منتقدا أن حكومة نتنياهو وافقت على “إنشاء جيش من البلطجية ومليشيا خاصة” ببن غفير.
امتداد عصابات إرهابية
بدوره، اعتبر اللواء واصف عريقات الخبير والمحلل العسكري والإستراتيجي الفلسطيني أن سيرة بن غفير الذاتية وخلفيته الأيديولوجية وثقافة الكراهية التي يحملها تجعل منه في “الكيان الصهيوني” كـ “الطفل المراهق الذي يحمل شارات العار” معتبرا الجهاز الأمني الذي يسعى لتشكيله تكرارا لشكل عصابات الهاغاناه وشتيرن وأرغون الإرهابية.
وأوضح أن الهدف المركزي لهذا الجهاز المزمع تشكيله هو تفجير المنطقة وزيادة التوتر فيها، عبر تعزيز ثقافة الكراهية، ورفع شعار الموت للعرب وطرد الفلسطينيين، كما أن الإصرار عليه يحمل رسالة مفادها أن 800 ألف جندي إسرائيلي لم يستطيعوا أن يواجهوا الفلسطينيين.
ومن ثم، يرى المحلل العسكري الفلسطيني أن المنطقة في ظل تكوين هذا الجهاز تتجه إلى مزيد من الألم والدماء، والتي سيكون مقابلها مزيد من تضحيات الشعب الفلسطيني، حيث لن يقبل بعصابات بن غفير كما لم يقبل بما سبقها من عصابات.
وتوقع عريقات موجة من التصعيد، في ظل ما يعلنه بن غفير من دعم لخيارات المتطرفين الإسرائيليين، ودعمه المعلن لرغبتهم في تنفيذ اقتحامات للأقصى خلال احتفالاتهم المقبلة، مشددا على ضرورة أن يعتمد الفلسطينيون إستراتيجية جديدة للمواجهة، فما يطرحه بن غفير “خطير” كونه يقود المنطقة للاشتعال.