سجلت أسعار الذهب ارتفاعات جديدة في السوق المصرية خلال التعاملات الأخيرة، فيما قال تجار لـ”العربية.نت”، إنها ارتفاعات غير منطقية ولا يوجد ما يبررها سوى عودة نشاط السوق السوداء للعملة.
وفي التعاملات الأخيرة، صعد سعر غرام الذهب عيار 18 إلى نحو 1800 جنيه، فيما قفز سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً في السوق المصري إلى مستوى 2100 جنيه. كما صعد سعر غرام 24 ليسجل نحو 2400 جنيه.
وفيما قلل تجار ومتعاملون في السوق من تأثر السوق المصرية بالأسعار العالمية للذهب، فإنهم ربطوا بين الزيادة الأخيرة في الأسعار وعودة نشاط السوق السوداء للصرف، حيث أبلغ متعاملون عن تداول الدولار الأميركي في السوق الموازية عند مستوى يتجاوز 35 جنيهاً في التعاملات الأخيرة.
في حديثه لـ”العربية.نت”، قال سامح عياد، أحد أصحاب المحال في سوق الصاغة بالقاهرة، إن الارتفاعات التي سجلها الذهب على الصعيد العالمي لا يمكن ترجمتها إلى هذه الارتفاعات الكبيرة في السوق المصرية، وما يحدث في الوقت الحالي تكرر في نهاية العام الماضي حينما بلغت أسعار الذهب مستويات قياسية.
وأوضح أن غالبية التجار يربطون أسعار الذهب بسعر صرف الدولار في السوق الموازية، وطالما صعدت أسعار الصرف خارج البنوك، فإنه يتم رفع أسعار الذهب بما يتجاوز الارتفاعات المسجلة في أسعار صرف الدولار ولكن في السوق السوداء.
وفق بيان، قالت الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، إن الأسواق تشهد زيادات غير مبررة رفعت أسعار التداول ليتخطى سعر غرام 21 مستوى 2100 جنيه.
وأشارت إلى أنه لا مبرر لهذا التغير الذي تشهده الأسواق خاصة مع عدم تغير السعر العالمي وتوقف البورصة العالمية لعطلتها الأسبوعية وثبات أسعار الصرف بالأسواق المحلية، موضحة أن الأسعار الحالية تتخطى السعر العادل للذهب.
عالمياً، شهد الذهب أداء إيجابيا قوي خلال تعاملات الأسبوع الماضي ليعود إلى صدارة أسواق الأصول والملاذات الآمنة، وذلك بعد موجة الأزمات المصرفية التي هزت الأسواق العالمية، وتغير الرهانات بشأن تحركات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفق البيانات، فقد ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 6.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي لتسجل أكبر ارتفاع أسبوعي منذ 3 سنوات وصولاً إلى أعلى مستوى منذ 11 شهر عند 1989.07 دولار للأونصة ويطرق أبواب المستوى النفسي المستهدف من قبل الأسواق عند 2000 دولار للأونصة.
ومنذ بداية العام الحالي، ارتفع المعدن النفيس بنسبة 8.8%، بينما سجل الذهب آخر ذروة فوق 2000 دولار كان في شهر مارس 2022 عندما وصل إلى 2070.29 دولار للأونصة، وهو ما يطابق الرقم القياسي المرتفع البالغ 2076.0 دولار للأونصة تقريباً والذي تم تسجيله في أغسطس 2020.
جاء هذا الأداء القياسي في أسعار الذهب نتيجة حالة العزوف عن المخاطرة التي اجتاحت الأسواق المالية العالمية، ليصبح الذهب هو الهدف الرئيسي لجميع المستثمرين، وفق “غولد بيليون”. وقبل إغلاق التداول في الأسواق المالية، تزايد الطلب على الذهب بشكل حاد بسبب المخاوف من التطورات السلبية التي يمكن أن تحدث في القطاع المصرفي خلال عطلة نهاية الأسبوع مثلما حدث الأسبوع الماضي، وهو ما دفع المستثمرين إلى تأمين محافظهم المالية بشراء المزيد من الذهب قبل الإغلاق.