أصدرت محكمة سويدية قرارا يقضي بإلغاء حظر حرق المصحف الشريف خلال المظاهرات العامة، بعد أن كانت شرطة هذا البلد قد اعترضت في الثامن من فبراير/شباط الماضي على قيام متظاهرين بحرق نسخة من المصحف الشريف أثناء مظاهرات في العاصمة ستوكهولم.
وقد بررت الشرطة قرارها آنذاك بخشيتها من أن أعمال عنف قد تصاحب هذا العمل المستفز لمشاعر المسلمين.
كما أن هذا الحظر صدر بعد مظاهرة في 21 يناير/كانون الثاني 2023 بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم قام خلالها الناشط السويدي الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق نسخة من المصحف الشريف.
وادعى بالودان (41 عاما) أنه يريد محاربة “أسلمة” السويد، وزعم أنه يدافع عن حرية التعبير، بعد أن كان قد أحرق في الماضي نسخا من المصحف الشريف في السويد والدانمارك.
وأول أمس الثلاثاء، قضت محكمة استئناف إدارية في السويد بأن الشرطة “لم توفر أساسا كافيا لقرارها”، وأن التهديدات الأمنية “لم تكن ملموسة بما يكفي أو مرتبطة بالمظاهرات المعنية”.
وكان حرق نسخة من المصحف الشريف في 21 يناير/كانون الثاني الماضي قد أثار ردود فعل قوية في العالم الإسلامي، وكذلك أزمة دبلوماسية بين تركيا والسويد، وقد تم استدعاء السفير السويدي في أنقرة، وألغت تركيا زيارة لوزير هذا البلد كان من المقرر إجراؤها الأسبوع التالي، في إطار مفاوضات انضمام السويد إلى الناتو، وكانت الحادثة قد أوقفت هذه المحادثات، ثم صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن ستوكهولم لم يعد بإمكانها الاعتماد على “دعم” بلاده للانضمام إلى الناتو.
وبعد حكم الثلاثاء، قال بول ليفين مدير معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم إن المزيد من الاحتجاجات التي تهدف إلى حرق نسخ من المصحف الشريف “يمكن أن تخلق مشاكل إضافية لعضوية السويد في الناتو”.
وتعارض تركيا انضمام هذه الدولة الإسكندنافية إلى الناتو، لأنها تتهمها بإيواء إرهابيين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني، وطالبت أنقرة السويد بتسليم عشرات من هؤلاء الأشخاص، وتأمل ستوكهولم أن ينفرج الوضع مع تركيا في الأشهر المقبلة حتى تتمكن من الانضمام إلى الناتو قبل قمته المقبلة في فيلنيوس في يوليو/تموز القادم.