قبل يومين وقع حادث وصف بالخطير بعد أن اصطدمت مقاتلة روسية من طراز سوخوي-27 بطائرة أميركية مسيرة من طراز ريبر MQ-9 Reaper فوق البحر الأسود. وقالت أميركا إن القوات الأميركية اضطرت إلى إسقاط المسيرة في المياه الدولية.
وقال الجنرال جيمس بي هيكر، وهو مسؤول عسكري كبير يشرف على عمليات القوات الجوية في المنطقة، في بيان إن الطائرة كانت “تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي” عندما صدمتها طائرة روسية من طراز SU-27، ووصف ذلك بـ”التصرف غير الآمن وغير المهني من قبل الروس”.
هذا الحادث ألقى بالضوء على هذا النوع من المسيرات والعمل الذي تقوم به. فما هي هذه المسيرة وما هي ميزاتها وعيوبها إن وجدت؟
مواصفات تكنولوجية عالية
فبحسب التقارير الأميركية، تعد المسيّرة ريبير “إم كيو-9” (MQ-9) من بين أحدث الطائرات الأميركية دون طيار، وتمتلك مواصفات تكنولوجية عالية، ويمكنها القيام بعدد من المهام في ساحات المعارك.
هذه الطائرة نسخة محدثة من “إم كيو-1 برداتور” MQ-1 Predator التي تم تقديمها في تسعينات القرن الماضي، وهي قادرة على القيام بمهمات تتعلق بالرصد والمراقبة والتجسس والبحث والإنقاذ، كما أنها قادرة على مهاجمة أهداف على الأرض، وتستخدم قاذفة للصواريخ في ميادين القتال.
وقد تعاقدت القوات الجوية الأميركية مع شركة جنرال أتوميكس لبناء أكثر من 360 طائرة ريبر منذ بدء البرنامج عام 2007، وتبلغ تكلفة الطائرة الواحدة حوالي 30 مليون دولار، وفق تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس العام الماضي.
مهام فوق العراق وأفغانستان
وتشير التقارير إلى أن هذه الطائرات “قامت بمهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا ودول أخرى، ويتم تشغيلها عن بعد بواسطة فريقين من قاعدتين من أصل 20 قاعدة في 17 ولاية، أحدهما يقود المهمة ويتحكم في الطائرة المسيرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة”.
ويمكن للطائرة حمل ثمانية صواريخ موجهة بالليزر و16 صاروخا من طراز Hellfire وما يصل إلى 1300 باوند (590 ليتر) من الوقود. وهذا يسمح لها بالتحليق في الهواء لمسافة 1150 ميلا (1850 كيلومتر) والطيران على ارتفاع يصل إلى 50000 قدم.
وقد أفادت بعض التقارير أن هذه المسيرة استخدمت في اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد، كما استخدمت في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالعاصمة الأفغانية.
صممت لرحلات طويلة
وذكرت نيويورك تايمز أنه “يمكن أن تصل سرعة الطائرة المسيرة ريبر إلى 275 ميلا (442 كيلومتر) في الساعة، وتم تصميمها لرحلات طويلة، مع بعض الطرز القادرة على الطيران لمدة تصل إلى 34 ساعة.
وأشارت إلى أنه “بينما يمكن لريبر إسقاط القنابل وإطلاق الصواريخ، إلا أن سرعتها البطيئة ونقص الأسلحة الدفاعية تجعل من السهل نسبيا إسقاطها”.
وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية نقلاً عن مسؤولين أن الولايات المتحدة تدرس احتمال استعادة حطام المسيرة، ولكن الجيش الروسي بإمكانه الوصول إلى المسيرة قبل أية سفينة أميركية أخرى.
ووصف الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية، كينيث ماكنزي، في ديسمبر 2021 الطائرة على قناة “فوكس نيوز” بأنها “لا تستطيع الصمود أمام خصوم بارزين”.
وكانت هناك معلومات تفيد بأن البنتاغون قد بدأ في البحث بجد عن بديل له.
هدف جوي سهل
وقال خبراء في مجال الدفاع الجوي، لصحيفة “الأسلحة الروسية”، إن الطائرة المسيرة في سماء أوكرانيا ستصبح هدفا جويا ممتازا. وسيتم الكشف عنها وتدميرها من قبل أي مقاتلة روسية. ولن تصبح مشكلة لمنظومات الدفاع الجوي العسكرية مثل “تور” أو “بوك”، خاصة بالنسبة لـ”إس-300” كما أن Reaper عرضة لأنظمة الحرب الإلكترونية.
ويستغرق التدريب على تشغيل MQ-9 في الجيش الأميركي عاما كاملا، ولكن حتى هذه الفترة لا تضمن النجاح، حيث تم تداول معلومات في وسائل الإعلام أنه منذ عام 2011 فقط، فقد البنتاغون 12 من هذه الطائرات. حيث تم إسقاط 4 فقط، وفقدان 8 بسبب أخطاء من يتحكم بها.
وبحسب الإعلام الروسي، فإن “ريبر” ستصبح لعبة باهظة الثمن وغير مجدية تقريبا في أيدي العسكريين الأوكرانيين غير المدربين.