يظهر انقسام داخل الاتحاد الأوروبي بشأن استراتيجية التعامل مع الصين، وسط ضغوط متزايدة من الرئيس الأميركي جو بايدن على بروكسل لاتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه بكين.
وتضغط شخصيات بارزة في المجلس الأوروبي، بما في ذلك الرئيس شارل ميشيل، من أجل نهج أقل تصادمية تجاه الصين من نهج إدارة بايدن، التي تحاول الضغط على الحلفاء للانضمام إلى فريق في مواجهة بكين.
وقال مسؤول كبير في المجلس تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “هناك خطرا كبيرا من نشوب صراع هنا بين الولايات المتحدة والصين”، في إشارة إلى المخاوف المتزايدة من أن بكين قد تهاجم تايوان، بحسب “بوليتيكو”.
“لسنا دولة تابعة”
وأضاف “نعم، نحن شريك للولايات المتحدة، لكننا لسنا دولة تابعة. نعتقد أننا يجب ألا نفصل تماماً عن الصين”.
وتابع: “من المؤكد أن المفوضية لديها اختصاص في التجارة، لكننا نتحدث عن استراتيجية جيوسياسية، حول موقف الاتحاد الأوروبي على المستوى الدولي (…) يجب أن يتم بتفويض من المجلس الأوروبي”.
والمجلس الأوروبي هو هيئة الاتحاد الأوروبي التي تمثل 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الحكومات ذات المواقف المتشائمة من بكين، مثل برلين وبودابست وأثينا.
وتعتبر ألمانيا، كبرى دول الاتحاد الأوروبي، مستثمراً رئيسياً في الصين، لا سيما من خلال صناعة السيارات، وتريد تجنب حدوث اضطرابات في العلاقات التجارية.
توترات داخل المستويات العليا
وهذا يعني أن هناك مخاوف في العديد من الدول الأعضاء من أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تستخدم لهجة أكثر تشدداً، بما يتماشى مع الولايات المتحدة، والأهم من ذلك أن المفوضية هي الهيئة التنفيذية التي تلعب دوراً أساسياً في تقرير وصول الصين إلى أوروبا من خلال التجارة.
يذكر أن هذه التوترات بين المستويات العليا من القوى المتناحرة في الاتحاد الأوروبي، المجلس والمفوضية، حول سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الصين، قد وصلت أيضاً إلى ذروتها بشأن توقيت القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي والصين.