قال الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية حسن لافي، إن المقاومة الفلسطينية تسعى من خلال عملياتها الأخيرة لفرض معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الأخير كان يتوقع تصاعد الأحداث الجارية، والذي يأتي في إطار رد فعل طبيعي لما ترتكبه قواته بحق المسجد الأقصى ومصليه.
وأضاف -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/7)- أن حكومة الاحتلال كانت تعد العدة لهذا التصاعد منذ شهرين، عبر ما نفذته من اعتقالات واغتيالات في الضفة الغربية، وتسعى كذلك إلى منع قطاع غزة من الدخول في التفاعلات الأخيرة عبر أشكال من الاحتواء خلال الفترة الماضية، لكن الصورة البشعة التي صدرها من خلال اعتداءاته الفجة على المعتكفين والمصلين في الأقصى، كان من البديهي أن يكون لها رد فعل.
جاء ذلك على خلفية مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بجروح، في هجوم بغور الأردن، بعد قصف إسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، ردت عليه الفصائل الفلسطينية من غزة. تأتي هذه التطورات في ظل أمر رئيس الأركان الإسرائيلي بالتعبئة مع التركيز على الدفاع الجوي والطيران، ومطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سكان غلاف غزة، بالاستعداد لما سماها أياما صعبة وشيكة.
وفي تطور لاحق، أفادت مراسلة الجزيرة في القدس جيفارا البديري بسقوط قتيل إسرائيلي وإصابة 6 آخرين في عملية إطلاق نار ودهس على شاطئ البحر في تل أبيب.
وأضاف لافي، في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر، أن “الحكومة الإسرائيلية تستهدف فرض السيادة على المسجد الأقصى، وتصعيدها الأخير ضد المعتكفين فيه يأتي في هذا الإطار، ولا يمكن إعادة الهدوء على المستوى الفلسطيني إلا إذا تراجعت (الحكومة الإسرائيلية) عما يخطط من اقتحامات كبيرة في عيد الفصح والأعياد اليهودية”.
واعتبر الحديث الرسمي الإسرائيلي عن رغبة الاحتلال في عدم التصعيد والاكتفاء بما قام به من رد “خديعة وعملية تضليل كبرى” كما حدث في حرب العام الماضي بقطاع غزة حينما صرح بأنه أنهى عملياته ثم قصف ما عرف بمترو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل تسعى من خلال ذلك إلى أن تكون لها المبادرة في الضربة كما حدث في حرب العام الماضي، لكن الذهاب إلى معركة في هذا التوقيت سيكون إشكالية بالنسبة لها، فهي تسعى إلى تهدئة الأوضاع حتى انتهاء الأعياد الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن ما حدث -حسب لافي- يعد صفعة كبيرة لإسرائيل في الساحتين الفلسطينية واللبنانية، وهو ما يجعلها مجبرة للذهاب إلى معركة تحت عنوان إعادة قوة الردع الإسرائيلية، مضيفا أن المقاومة بما قامت به تسعى لفرض معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
مفاجأة سارة!
فيما يشير ريتشارد غوودستاين، مبعوث الرئيس الأميركي الأسبق “بيل كلينتون” إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، إلى أن بلاده تحاول إقناع الطرفين بأن من مصلحتهما الابتعاد عن الصراع المسلح، معتبرا عدم وقوع خسائر في الأرواح خلال الأحداث الأخيرة “مفاجأة سارة يجب الترحيب بها”.
وأضاف أن رسالة الولايات المتحدة تتمثل في ضرورة الحفاظ على الأمور كما هي، لكنها لا تملك منع أي من الطرفين أن يتصرف وفقا لما يراه دفاعا عن النفس، مشيرا في هذا السياق إلى عدم اتفاق الطرفين على جوانب أساسية في الصراع بينهما “فهناك من حماس من يرى خريطة الشرق الأوسط دون إسرائيل كما أن بعض أركان الحكومة الإسرائيلية لا يرى فلسطين في هذه الخريطة”.
بدوره، قال “ألون أفيتار” المستشار السابق للشؤون العربية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن السياسة المركزية لتل أبيب تقوم على “عودة الردع” والوصول عبر إجراءات تكتيكية إلى حالة من الاستقرار الأمني في كل الجبهات.
واتهم في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” حركة حماس، بالوقوف خلف جميع العمليات المنفذة ضد الاحتلال والتي يصفها بـ”الإرهابية” وآخرها عملية الهجوم المسلح في غور الأردن والتي قتلت فيها مستوطنتان وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة.
وزعم “أفيتار” أن الهدف الإستراتيجي لحركة حماس خلال السنتين الماضيتين، هو العمل على إحداث تصعيد عميق وطويل في كل المناطق سوى قطاع غزة، زاعما كذلك بأن اعتداءات قوات الاحتلال الأخيرة بحق المعتكفين بالمسجد الأقصى جاءت نتيجة دخول مئات المصلين مسلحين بقطع الحديد والحجارة.