أكدت صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية في تقرير أن روسيا بدأت تفقد “قوتها الناعمة” في علاقتها مع دول الاتحاد السوفياتي السابق بسبب حربها على أوكرانيا، والتي اندلعت قبل أكثر من عام.
وأضاف التقرير أن ما أقدمت عليه روسيا إزاء أوكرانيا جعل دول التحالف السوفياتي السابق تخشى على نفسها من “مغامرة” مماثلة، كما ألبت الحرب ضد موسكو فئات واسعة بين شعوب المنطقة.
ونقل التقرير عن كورنلي كاكاشيا مدير معهد علم السياسة في تبليسي قوله إن الجميع يعلم أن روسيا لم تعد ذات شعبية في جورجيا، موضحا أن موسكو فقدت قوتها الناعمة، وهي تركز فقط على استخدام “القوة الوحشية” مع جيرانها.
ومقابل ثبات غربي في دعم كبير لأوكرانيا، وسعي حثيث من دول مثل فنلندا والسويد للانضمام لحلف الشمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، يوضح تقرير الغارديان أن صورة روسيا في دول الاتحاد السوفياتي السابق اهتزت، على الرغم من سنوات العمل الحثيث لصنع نخبة سياسية مؤيدة، والحفاظ على الارتباط العاطفي بالاتحاد السوفياتي.
“جوار سام”
ونقل تقرير الغارديان عن نارجيس كاسينوفا، مديرة برنامج آسيا الوسطى في مركز ديفيس للدراسات الأوروبية والأوراسية بجامعة هارفارد الأميركية، قولها إنه من الصعب على كازاخستان العيش بهدوء في هذا “الجوار السام”، لكنها أوضحت أنه بحكم الجغرافيا التي تربط بلدها بروسيا، فلا بد من إيجاد تسوية مؤقتة، وتقوية السيادة الوطنية مع التخلص من النفوذ الروسي تدريجيا.
وفيما يتعلق بالصراع بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورني قاره باغ، ذكر التقرير أن روسيا وإن كانت نجحت في إقرار تسوية لوقف إطلاق النار في الحرب بين البلدين عام 2020 سمحت لها بالوجود عسكريا بالمنطقة، فإنه مع اندلاع مناوشات بين البلدين المتصارعين، بدأت الانتقادات توجه إلى موسكو، وخاصة من طرف السياسيين الأرمينيين.
وأكد ريتشارد جيراغوسيان، رئيس مركز الدراسات الإقليمية في يريفيان عاصمة أرمينيا، أن “روسيا حاليا ليست فقط مشتتة الانتباه، بل هي غارقة في غزوها الفاشل لأوكرانيا”، موضحا أنها خسرت المبادرة الدبلوماسية فيما يتعلق بصراع ناغورني قره باغ.
سيناريو أوكرانيا
أما في مولدوفا، فإن الرئيسة مايا ساندو سبق لها أن حذرت الشهر الماضي من أن روسيا تخطط لانقلاب، ودعت في مؤتمر صحفي لتشديد الإجراءات الأمنية في البلاد، مؤكدة أن خطة الانقلاب تضمنت أعمال تخريب وتنفيذ عمليات عنف وهجمات على مبان حكومية من طرف أشخاص مدربين عسكريا يتنكرون في أزياء مدنية.
وقال تقرير الغارديان إن اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا كشف للجيران أن الطموحات لن تتوقف عند كييف، وذكر أن التهديدات بـ”سيناريو أوكرانيا” لم تكن قط مجرد دعاية إعلامية، بل يراها الجيران تهديدا قائما.
وأورد تصريحا لتيمور عمروف، عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بقرغيزستان، يوضح أن الحرب في أوكرانيا أثرت على صورة روسيا في آسيا الوسطى التي تضم عددا من أكثر شركاء موسكو التزاما.