قال مدير وكالة الأمن القومي الأميركية الجنرال بول ناكاسوني، إن خصوم واشنطن أصبحوا أكثر قدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية متطورة، لكن حرب أوكرانيا أظهرت مدى صعوبة إجراء عمليات واسعة النطاق ضد البنية التحتية الحيوية.
وقال الجنرال ناكاسوني لصحيفة “وول ستريت جورنال” على هامش قمة تكنولوجيا الدفاع في سنغافورة: “اعتقد الكثيرون أن روسيا التي تعتبر فاعلاً متطوراً ستشن هجمات إلكترونية كبيرة لكن اتضح أنه ليس من السهل القيام بذلك”.
وقال الجنرال ناكاسوني، الذي يرأس أيضاً القيادة الإلكترونية الأميركية، إن خصوم أميركا يبحثون عن طرق لاختراق شبكات الأعمال والحكومة وقواعد البيانات وأنظمة الأسلحة.
من جهتهم، حذر بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين من أنه في حالة شن الصين عملية عسكرية في تايوان، فإن مخترقين صينيين قد يستهدفون أهدافاً أميركية، مثل شبكة الكهرباء أو شبكة النقل أو أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية لبث الذعر وربما إضعاف الدعم لتايوان.
هذا وكان المسؤولون الأوكرانيون والغربيون يخشون أن يطلق قراصنة روس العنان لهجمات إلكترونية معوقة ضد أوكرانيا، لكن العام الأول من الصراع تميز بعمليات تكتيكية محدودة لدعم الاشتباكات العسكرية.
(تعبيرية)
وفي هذا السياق، قال الجنرال ناكاسوني، في تصريحات منفصلة في القمة، إن الهجمات الإلكترونية الكبيرة تحتاج إلى التزامن والاستخبارات والأدوات والقدرة على تنفيذها، مضيفاً “إذا لم يكن لديك أحد هذه العناصر، فأعتقد كما رأينا في فبراير وما بعده، أنه من الصعب جداً على الروس العمل في هذا المجال من الفضاء الإلكتروني”.
كما قال الجنرال ناكاسوني إن أوكرانيا أقامت شراكات مع حكومات أخرى ومع شركات خاصة للمساعدة في التغلب على العقبات. ونشرت الولايات المتحدة على سبيل المثال، فريق “مطاردة” من أفراد الدفاع الإلكتروني لتحديد الروابط الضارة والنشاط السيبراني الضار على شبكات أوكرانيا.
وفي المقابلة، رفض الجنرال ناكاسوني الإفصاح عما إذا كان سيتم نشر فريق مماثل في تايوان، التي تعتبر هدفاً لهجمات إلكترونية مصدرها الصين، أو إذا كانت الولايات المتحدة تجري محادثات مع تايبيه بشأن مثل هذه الخطوة. وقال: “عمليات البحث والتعقب تمتد إلى أي دولة تطلب منا ذلك”.
يذكر أن باحثين من شركة غوغل توصلوا إلى أن المتسللين الذين ترعاهم الدولة من الصين أصبحوا أكثر قدرة على التخفي، حيث قاموا بتطوير تقنيات تتجنب أدوات الأمن السيبراني الشائعة وتمكنهم من التجسس على الضحايا لسنوات دون اكتشافهم. من جهتها تنفي الصين اختراق شركات أو حكومات في دول أخرى.
وقال الجنرال ناكاسوني إنه في الوقت الذي يشن فيه خصوم الولايات المتحدة هجمات إلكترونية على نطاق واسع، جعلت السلطات الأميركية اليقظة جزءًا مهماً من استجابتها، مع التركيز بشكل خاص على تأمين البنية التحتية للبلاد والانتخابات.