حادث المسيّرة الأميركية واعتراض مقاتلة روسية.. هل يشعلان فتيل مواجهة نووية بين موسكو وواشنطن؟ | أخبار البرامج

في خضم محاولة تجنب مواجهة مباشرة بين روسيا والدول الغربية، ارتفعت التحذيرات من الانزلاق لمواجهة عسكرية بعد حادثة اعتراض طائرتين عسكريتين بريطانية وألمانية مقاتلة روسية بعد دخولها المجال الإستوني التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو). ففي أي سياق تأتي رسائل التصعيد بين الجانبين؟

وبين نبرة تصعيد وأخرى للتهدئة، يرشح مراقبون هذه الاحتكاكات لتطورات لاحقة، وفي انتظار ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن حادث المسيّرة -في إشارة إلى إسقاط القوات الروسية مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود- كان متهورا وغير آمن ويجب التحقيق بشأنه، في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أي حوادث يمكن أن تتطور لمواجهة بين دولتين نوويتين تشكل مخاطرة ولا يمكن للأميركيين ألا يدركوا ذلك.

بدوره، قال السفير الروسي لدى واشنطن إن المسيّرات الأميركية تجمع بيانات استخباراتية تستخدمها كييف لضرب القوات والأراضي الروسية، مؤكدا أن بلاده لا تريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة.

وبهذا الصدد، رأى المحلل السياسي وخبير في الشؤون الدولية فيكتور ليتوفكين -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/3/15)- أن تصعيد النزاع بين أميركا وروسيا قد يؤدي إلى مواجهة نووية، ولكن أميركا لا تطمح لذلك، وهي لا تريد حربا مباشرة مع روسيا، لأنها تتوفر على صواريخ نووية، ولن تكون نهاية الصراع في مصلحة أميركا ولا روسيا، ولذلك سيحاولون عدم جعل الأمور تصل إلى هذه المرحلة.

وجاء ذلك على خلفية اعتراض طائرتين عسكريتين بريطانية وألمانية مقاتلة روسية بعد دخولها المجال الجوي الإستوني التابع لحلف شمال الأطلسي. وتأتي الحادثة بعيد إعلان وزارة الدفاع الأميركية فقدان مسيّرة أميركية بعد اصطدام مقاتلة روسية بها فوق البحر الأسود. وقدمت واشنطن وموسكو روايتين مختلفتين لما وقع، وسط تحذيرات من مخاطر احتكاك مباشر بين روسيا والغرب.

خطأ في الحسابات

وعلى الصعيد الأميركي، اعتبر عضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إيلز بي كاغينز أن أميركا أوضحت -من خلال تصريحات المسؤولين السياسيين- أنها تدين طريقة التحليق غير الآمنة للطيارين الروس، وهو ما تمخض عنه تحطم الطائرة الروسية وهو لا يعد تصعيدا من جانب أميركا وحلف الناتو، ولكن من الأهمية بمكان للقادة في موسكو وواشنطن أن يتواصلوا بشكل دبلوماسي لتجنب أي خطأ في الحسابات والدخول في صدام مباشر.

كما أوضح أن أميركا ستستمر في مساعدة أوكرانيا لمواجهة روسيا، معتبرا أن سبب تدخل واشنطن في هذا النزاع هو عدم احترام موسكو سيادة أراضي البلدان الأخرى، وهو ما جعله يتوقع أن تستمر أميركا في جمع المعلومات الاستخبارية عبر مختلف الطرق لكي تستطيع القوات الأوكرانية الحصول على معلومات عسكرية دقيقة.

وعلى الجانب العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا إن حادثة المسيرة نقلت مستوى التماس بين أميركا وروسيا إلى الاحتكاك المباشر، مما ينقل الصراع بينهما إلى مرحلة جديدة، معتبرا أن هذا لا يعني بالضرورة الدخول في حرب شاملة بينهما، ولكن الحادثة سترسم قواعد اشتباك جديدة بين الجانبين.

وأضاف أن التجسس بين القوى العظمى يعد أمرا طبيعيا ما دام لا يتجاوز الخطوط الحمراء، موضحا أن الطائرة قادرة على تصوير جزيرة القرم بتفاصيلها، وهي تعد منطقة ممنوعة عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنها تمثل جوهرة التاج في مشروع روسيا بشأن أوكرانيا.