دور “خائن” يوقف فيلماً ضخماً في الجزائر!

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين، خبر توقف تصوير فيلم “زيغود يوسف” بولاية سكيكدة بالشرق الجزائري، بسبب لافت استغربه كثيرون ألا وهو عدم إيجاد ممثل من الولاية يقبل رفع علم فرنسا لثوان، حيث بدأت الأجرة بـ 2000 دينار جزائري، ثم وصلت لـ 10000دج، بيد أن ذلك لم يغر أي أحد من شباب المنطقة ليقبل برفع العلم الفرنسي.

وعلق ناشطون على مواقع التواصل على هذه الحادثة التي تزامنت مع عيد النصر في الجزائر والمصادف ليوم 19 مارس، بأن عدم توفر ممثل يقبل تأدية دور “الخائن” هو مثال بسيط عن معنى حب الوطن.


زيغود يوسف

زيغود يوسف

للإشارة فإن الفيلم الروائي الطويل حول الشهيد وأحد رموز الثورة التحريرية الجزائرية زيغود يوسف من إخراج مؤنس خمار وإنتاج المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية، حيث كتب السيناريو الخاص به أحسن تليلاني فيما يقوم الممثل علي ناموس بالدور الرئيسي فيه.

وقد جسدت المشاهد الأولى من الفيلم التي تم تصويرها بأحد الأحياء القديمة لمدينة زيغود يوسف مسقط رأس الشهيد البطل، مظاهرات للشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي.

من جهته كشف مخرج العمل، مؤنس خمار، في تصريحات سابقة أن عملية التصوير ستستغرق بضعة أشهر لا يمكن تحديد عددها موضحا بأن “الأمر هنا يتعلق بمعاينات وفصول لا يمكن تحديدها مسبقا” ومردفا بأن “التصوير سيتم في العديد من المناطق التي سيتم تحديدها لاحقا”.

عملية هروب بطولية

من جهته أفاد كاتب سيناريو الفيلم، أحسن تليلاني، بأن هذا العمل هو عبارة عن “فيلم تاريخي حربي طويل يروي سيرة حياة وكفاح زيغود يوسف منذ انخراطه في الحركة الوطنية ثم انضمامه إلى المنظمة السرية، كما يروي قصة سجنه في ولاية عنابة وتنظيمه لعملية هروب بطولية من ذلك السجن رفقة كل من عمار بن عودة و عبد الباقي بكوش و سليمان بركات علاوة على حضوره اجتماع ال22 وإشرافه على انطلاق الثورة بالشمال القسنطيني مع ديدوش مراد وتنظيم هجمات 20 أغسطس 1955 إلى غاية استشهاده في 23 سبتمبر 1956.

وأضاف بأن الفيلم غني بالحركة والمعارك و يعطي صورة واضحة عن أحداث الثورة التحريرية بالشرق الجزائري ويصور بطولات رفقاء الشهيد الذين من بينهم لخضر بن طوبال وعلي كافي وعمار بن عودة.

أكد باحثون مختصون في سيرة الشهيد يوسف زيغود (1921-1956) على أنّ هذا البطل يمثل رمزًا للوحدة بين جيش التحرير الوطني والشعب من أجل الدفاع عن القضية الجزائرية، وذلك ما تجسّد خلال هجمات الشمال القسنطيني يوم 20 أغسطس 1955.

وُلد زيغود يوسف سنة 1921 ببلدية كوندي سمندو الواقعة شرق الجزائر والتي تحمل اسمه حاليًا، وكان الشهيد حدّاد في ريعان شبابه، وكانت تربطه علاقات جيدة بالفلاحين لأنّه كان يصنع لهم الأدوات اللازمة للعمل ويقوم بتوصيلها لهم إلى عدة قرى.

هذا ما أكسبه سمعة جيدة وعرّفه بخصوصيات كل منطقة وطرقاتها والمسالك الجبلية ونمط حياة سكانها، مثلما أبرزه الباحثون في تاريخ الثورة الجزائرية، الذين أكدوا أنّ إبداع يوسف زيغود في فن الحدادة مكّنه من صنع مفتاح للهروب من سجن عنابة سنة 1951.