دولة ديمقراطية لليهود ودولة يهودية للعرب.. مقال بلوموند: عن أي ديمقراطية نتحدث؟ | سياسة

قالت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية إن مجموعة من الأكاديميين والباحثين والأطباء، بينها شخصيات كبيرة، أعادت التذكير بأن المستوطنين والجنود والسياسيين الإسرائيليين ما زالوا في حالة إفلات تام من العقاب منذ عقود وأن الفلسطينيين يعيشون من دون حماية دولية، متسائلة عن أي ديمقراطية نتحدث؟

وذكرت المجموعة -في مقال مشترك- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اضطر إلى تعليق خطته لإصلاح النظام القضائي التي كان يفترض أن تؤدي إلى إضعاف صلاحيات المحكمة العليا، تحت وطأة احتجاجات -دامت 3 أشهر- تطالب “بالدفاع عن الديمقراطية في إسرائيل”، ولكنها تتجاهل أن الفلسطينيين، سواء كانوا من سكان القدس أو سكان الأراضي المحتلة أو كانوا لاجئين، هم أول ضحايا التحالف اليميني المتطرف الذي يحكم إسرائيل.

وأشارت المجموعة إلى غياب الفلسطينيين من حاملي الجنسية الإسرائيلية عن هذا الاحتجاج الداعي إلى الدفاع عن الديمقراطية، لما عانوه من التمييز الممنهج مقارنة بالأغلبية اليهودية، إذ قتل الجيش الإسرائيلي 87 منهم منذ بداية هذا العام، فضلا عن قتله 146 فلسطينيا في الضفة الغربية عام 2022، من بينهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، مع استمرار بناء المستوطنات في التقدم.

إفلات تام من العقاب

وذكّرت مجموعة الأكاديميين بأن الاحتلال والاستيطان وضم الأراضي في الضفة الغربية والقدس والحصار الشامل في قطاع غزة لم تبدأ مع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

ونبهت إلى أنه في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون والقادة العسكريون والسياسيون بحصانة كاملة، يعيش الفلسطينيون من دون حماية دولية، وليس لهم رأي في دستور ولا عمل المؤسسات الإسرائيلية التي تحكم معظم حياتهم اليومية.

ودعا أعضاء المجموعة، تعلقا منهم بالديمقراطية واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، إلى إدانة تصرفات السلطة الإسرائيلية الحالية التي يصفها خصومها الداخليون -وهم محقون- بأنها “فاشية”، مشيرين إلى أن مجموعة الأجهزة التي تسهم في إنكار حقوق الفلسطينيين، تم وضعها وإضفاء الشرعية عليها من قبل الحكومات الإسرائيلية على اليسار واليمين، وصادقت عليها المحكمة العليا منذ قيام الدولة.

وختمت المجموعة بالتساؤل عن أي ديمقراطية نتحدث، مؤكدة أن النظام الذي يصنف حقوق مواطنيه وفقا للمعايير الإثنية ويهزأ بحقوق السكان الذين يحتل أرضهم ويستوطنها لا يمكن أن يقدم نفسه على أنه ديمقراطي في نظر تاريخ الشعوب والقانون الدولي، ولأن صيغة “دولة يهودية وديمقراطية” لم تكن أبدا سوى دولة ديمقراطية لليهود ودولة يهودية للعرب.

الموقعون

ومن بين الموقعين: جيلبرت الأشقر (أكاديمي)؛ سعدية أقسوس بينشتاين (أخصائية ثقافية فلسطينية وإسرائيلية)؛ رينيه باكمان (صحفي)؛ برتراند بديع (عالم سياسي)؛ لودفين باتيني (مؤرخ)؛ كلير بوغران (عالمة سياسية)؛ ياعيل بردة (عالم اجتماع)؛ صوفي بيسيس (مؤرخة وصحفية)؛ ديدييه بليون (عالم جيوسياسي)؛ بيير بلانك (أستاذ الجغرافيا السياسية) وآخرين.