أعادت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت حول ابرام بلاده اتفاقا مع جارتها روسيا البيضاء لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها ، الضوء مجدداً على تفاصيل الترسانة النووية الروسية وحجمها ومن الذي يتحكم فيها.
فوسط ارتفاع التوتر بين موسكو والغرب لاسيما الولايات المتحدة، وتراكم التهديدات والتلميحات النووية مؤخراً حول المخاوف من استعمال الجانب الروسي لأي أسلحة نووية، طفت إلى السطح التساؤلات حول المرجع الذي يمسك بزمام القرار حول امكانية استخدام السلاح النووي في روسيا، التي ورثت أسلحة الاتحاد السوفيتي النووية، وأكبر مخزون في العالم من الرؤوس الحربية النووية.
فيما تملك الولايات المتحدة نحو 1644 رأسا نوويا استراتيجيا منشورة بالفعل
فمن يملك قرار النووي؟
يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صانع القرار النهائي عندما يتعلق الأمر باستخدام الأسلحة النووية الروسية، الاستراتيجية وغير الاستراتيجية، وفقا للعقيدة النووية الروسية.
إذ يحمل ما يسمى الحقيبة النووية معه في كل الأوقات.
هل اقتربت الحرب النووية؟
كما يُعتقد أيضًا أن وزير الدفاع الروسي الحالي سيرجي شويغو ورئيس الأركان العامة الحالي فاليري جيراسيموف يحملان حقيبتين أخريين.
وبالأساس، فإن هذه الحقيبة النووية تشكل أداة اتصال تربط الرئيس بكبار ضباطه العسكريين ومن ثم بالقوات الصاروخية عبر شبكة القيادة والتحكم الإلكترونية (كازبيك) شديدة السرية. ويدعم كازبيك نظاما آخر يعرف باسم (كافكاز).
اليد الميتة
لكن يمكن لبوتين أن ينشط ما يسمى نظام اليد الميتة كملاذ أخير، وهي أجهزة الكمبيوتر التي تقرر ما يُسمى “يوم القيامة”، ويوجه صاروخ تحكم بإطلاق ضربات نووية.
وكانت لقطات بثتها قناة زفيزدا التلفزيونية الروسية في عام 2019 أظهرت ما قالت حينها إنه إحدى الحقائب النووية والتي كانت مزودة بمجموعة من الأزرار.
نووي (تعبيرية – آيستوك)
فقد ظهر في قسم يسمى (الأمر) زران، أحدهما زر تشغيل أبيض اللون والآخر زر إلغاء أحمر.
لكن متى يفعل هذا النظام؟
لا شك أنه يفعل إذا اعتقدت روسيا أنها تواجه هجوما نوويا استراتيجيا.
فحينها يرسل الرئيس عبر الحقائب أمر إطلاق مباشر إلى قيادة الأركان العامة ووحدات القيادة الاحتياطية التي تحمل رموزا نووية.
لتتسلسل هذه الأوامر بسرعة إلى أنظمة الاتصالات المختلفة ووحدات القوة الصاروخية الاستراتيجية التي تطلق بعد ذلك على “الأعداء” أو المهاجمين المفترضين.
يشار إلى أن اتحاد العلماء الأمريكيين كان أوضح سابقا بأن الرئيس الروسي بات يسيطر حالياً على نحو 5977 من هذه الرؤوس الحربية، وذلك اعتبارًا من عام 2022 مقارنة مع 5428 يسيطر عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
إلا أنه لفت إلى أن ما يقارب 1500 من هذه الرؤوس الحربية أخرج من الخدمة (ولكنها ربما لا تزال سليمة)، في حين توجد 2889 في الاحتياط ونشرت1588 كرؤوس حربية استراتيجية.
(تعبيرية – آيستوك)
في حين أوضحت مؤسسة بولتين أوف أتومك ساينتس أنه يجري نشر نحو 812 من هذه الرؤوس على صواريخ باليستية أرضية، ونحو 576 على صواريخ باليستية تطلق من غواصات، ونحو 200 في قواعد قاذفات ثقيلة، بحسب ما نقلت رويترز
إلى ذلك، تدير روسيا عشر غواصات مسلحة نوويا يمكنها أن تحمل 800 رأس حربي كحد أقصى، ولديها ما بين 60 و70 قاذفة نووية.
كما لديها نحو 400 صاروخ باليستي عابر للقارات مسلحة نوويا، يمكن أن تحمل ما يصل إلى 1185 رأسا حربيا.
في المحصلة كل تلك الأرقام تعني شيئاً واحداً، ألا وهو أن كلا من موسكو وواشنطن يمكنها أن تدمر العالم عدة مرات!