بينما رحّب رئيس النظام السوري بشار الأسد بمزيد من القواعد والقوات الروسية في سوريا في لقاء أجراه أثناء زيارته الأخيرة إلى موسكو، عادت إلى الأذهان تفاصيل تلك التشكيلات.
فروسيا التي أعلنت تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، تملك قواعد كثيرة على أراضي حليفتها، ومعها قوات قتالية، واستخبارات، وشرطة عسكرية، ومؤخراً قوات من مجموعة فاغنر العسكرية الشهيرة.
4 قواعد عسكرية
ويمكن فرز القوات الروسية العاملة في سوريا ضمن 4 قواعد عسكرية، أهمها متموضعة في ريف اللاذقية ضمن قاعدة مطار حميميم الجوية، وهي القاعدة الروسية الأهم بمساحة إجمالية تعادل 1.6 مليون متر مربع تقريباً، ومساحة ساحاته حوالي 82 ألف متر مربع، أما طول مهبطه فيقارب 2800 متر.
والمطار مجهز كي يستقبل طائرات الأنتونوف، وهي أكبر الطائرات الروسية التي تحمل دبابات ومدافع.
كما يمكنه استقبال طائرات سوخوي 35s، وهي من أهم الطائرات الروسية.
أنقذته من الانهيار 2015
ويتضمن أيضاً مطار حميميم رادارا تقنيا بأحدث الأجهزة وبمساكن جاهزة ومحطة مراقبة جوية وصواريخ أرض جو – روسية للدفاع عنه وعن المناطق المحيطة به.
أما في طرطوس، فهناك قاعدة روسية بحرية مجهزة بثكنات ومباني تخزين ومستودعات عائمة وباخرة صيانة.
في الوسط الشرق
وتعد تلك القاعدة نقطة انتشار روسيا الوحيدة في البحر المتوسط، حيث تشكل نقطة استراتيجية إلى ممرات ومضائق بحرية حيوية، مثل مضيق البوسفور وقناة السويس، كما تتيح إمكانية مراقبة تحركات قوات حلف الناتو.
والثالثة تقع في حماة، فقد تنبهّت روسيا لأهمية المدينة كموقع جغرافي، خصوصا أن قربها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري أمر هام جدا، فاتخذت مركزاً لها في وسطها.
كما طلبت روسيا من القوات الإيرانية في المحافظة، والمتواجدة في اللواء 47 الواقع جنوبي المدينة، إخلاء الموقع، بغية تحويله إلى معسكرٍ كبير لقوَّاتها قبل أن تبني قاعدة عسكرية في ريف المدينة الشمالي.
أما الأخيرة، فأنشأتها روسيا في مطار القامشلي بمحافظة الحسكة، وهي مزودة بمقاتلات حربية ومروحيات ومنظومات دفاع جوي من نوع “بانتسير”.
حليف وثيق
يشار إلى أن روسيا تحتفظ بوجود عسكري كبير على الأراضي السورية، منذ الأشهر الأولى للحرب عام 2011.
كما تعتبر حليفا وثيقا للأسد، فقد دعمته عسكريا من خلال شن ضربات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وقد ساعده هذا الدعم العسكري والسياسي أيضا على تحويل دفة الحرب لصالحه.
بدوره، رحب الأخير بمزيد من القواعد والقوات الروسية في سوريا، معتبرا أن ذلك ضرورة”مرتبطة بتوازن القوى” في العالم.
كما أضاف: “لا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يُبنى على شيء مؤقت، نحن نتحدث عن توازن دولي”. وتابع “لا يمكن للدول العظمى اليوم أن تحمي نفسها أو أن تلعب دورها من داخل حدودها، لا بد أن تلعب الدور من خارج الحدود، من خلال حلفاء موجودين في العالم أو من خلال قواعد عسكرية”.