صحيفة روسية: الولايات المتحدة تتجاهل تكاليف “أفغنة” أوكرانيا | سياسة

كتبت صحيفة “ريتم أوراسيا” الروسية أن الولايات المتحدة تتجاهل الحديث عما تنفقه على الحرب في أوكرانيا رغم أن هذه الحرب تكلف في يوم واحد ما كانت تكلفه حرب أميركا في أفغانستان، مشيرة إلى أن المجمع الصناعي العسكري الأميركي والولايات المتحدة وحلف الناتو تستفيد كثيرا من هذه الحرب.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن أميركا وحلف الناتو ينفذان خططا لإمدادات الأسلحة أو إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه ليشمل الجزء الغربي من رابطة الدول المستقلة، أما المجمع الصناعي العسكري الأميركي فقد تلقى طلبات ضخمة من البنتاغون والاتحاد الأوروبي.

مصالح أميركا والناتو

وأضافت أن من شأن التدخل المباشر لواشنطن في هذه الحرب داخل أراضي أوكرانيا إحداث تغييرات إيجابية ومفيدة لواشنطن، أهمها استعادة هيمنتها في أوروبا وإعادة اقتسام أسواق الطاقة وتكوين سوق مستقل وضمان الطلب الحصري عليه، وزيادة كبيرة في الإمكانات الاقتصادية لجماعات الضغط المرتبطة بالمجمع الصناعي العسكري الأميركي والتحييد المؤقت لـ “التهديد الصيني”، فضلا عن العودة إلى عالم أحادي القطب وهزيمة العدو الإستراتيجي عن طريق الحرب بالوكالة.

وقالت إن معهد كايل للاقتصاد العالمي نشر في نهاية فبراير/شباط الماضي بيانات تكشف أن ما أنفقته الولايات المتحدة من مساعدات على القوات المسلحة الأوكرانية في عام واحد (46.6 مليار دولار) يفوق حجم إنفاقها على الحرب في أفغانستان من 2001 إلى 2010 (43.4 مليار دولار).

ارتفاع الأرباح

وأشار التقرير إلى أن المجمع الصناعي العسكري الأميركي تمكن من زيادة أرباحه إلى الحد الأقصى، ما ساعده على تعويض الخسائر المترتبة عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. ووفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فإن واشنطن كانت ستعجز عن تقديم المساعدة إلى كييف بحجمها الحالي لو لم تنسحب من أفغانستان.

وأوضح الكاتب أن الناتو يمضي قدما في إستراتيجية “أفغنة” فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي على مرأى ومسمع من الجميع. ففي يونيو/حزيران من العام الماضي، اعترف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع “بي بي سي” (BBC) بأن الصراع في أوكرانيا سيكون طويل الأمد بشكل مماثل لما حدث في الثمانينيات في أفغانستان.