اعتبر تقرير نشرته صحيفة “إكسبرت” الروسية أن البيان المشترك الذي صدر إثر لقاء الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين يؤكد أن القوتين دخلتا حقبة جديدة في تاريخهما.
وذكر التقرير أن بيان “تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي” بين روسيا والصين، يوضح أن العلاقة بينهما ليس تحالفا عسكريا وسياسيا مماثلًا للتحالفات التي تشكلت خلال الحرب الباردة، بل هي علاقة ترتكز على التعاون المتبادل لحماية المصالح الإستراتيجية لبعضهما.
ونقل عن الخبير العسكري الروسي ورئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني”، إيغور كوروتشينكو، قوله إن التعاون بين روسيا والصين لم يصل إلى درجة التحالف العسكري، لافتًا إلى إمكانية تغير الوضع في المستقبل المنظور.
وأضاف كوروتشينكو أن الولايات المتحدة هي عدو مشترك للصين وروسيا، ومن ثم فهما ينسقان جهودهما لمواجهته والتصدي للتهديدات العالمية الجديدة في عالم شديد التغير، لكن في الوقت نفسه لدى كل من بكين وموسكو مصالحهما الخاصة التي تتضارب في عدد من النقاط، ومن ثم لا يمكن الحديث عن تحالف عسكري سياسي في الوقت الراهن.
اقتصاد أيضا
وقال كوروتشينكو “لا نحتاج إلى تدريبات مشتركة فحسب، بل إلى إجراءات ثنائية لاحتواء التوسع الأميركي وتنسيق أوثق على المستوى الإستراتيجي”.
وتحدث التقرير عن الجوانب الاقتصادية في التعاون بين البلدين، وقضية الانتقال إلى التسويات التجارية باليوان الصيني، وضبط آليات التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات الرأسمالية والاستثمارات.
وبهذا الخصوص، كشف سيرغي ستورتشاك، نائب وزير المالية الروسي السابق، أن تنظيم حماية الاستثمار يتم بموجب اتفاقية ثنائية بين وزارة التنمية الاقتصادية ووزارة التجارة في الصين.
وفي حالة وجود تهديد بفقدان أحد الأصول، يتدخل كل قسم ويساعد في صد الهجوم الذي يحدث بالطرق القانونية. إضافة إلى ذلك، يقدم الدعم الإداري والسياسي للمستثمر الذي تتعرض مصالحه للخطر.
وتابع ستورتشاك أن الصينيين يتفادون تنفيذ استثمارات طويلة الأجل في روسيا بسبب مخاطر التضخم واضطراب سعر صرف الروبل، لذلك، عند الحديث عن الحماية من الضروري أولاً توفير الحماية ضد التضخم.
وفيما يتعلق بالتجارة باليوان يكشف ستورتشاك عن تحول العملة الصينية إلى احتياط بالنسبة لروسيا وعدم وجود عائق أمام الدفع باليوان ليس فقط مع الصين ولكن أيضًا مع الشركاء الآخرين الذين لا يمانعون في ذلك، لا سيما في ظل إمكانية شراء أي كيان اقتصادي في روسيا اليوان ودفع ثمن الواردات به.
صداع
وذكر التقرير أنه دون وصفها بالعدو، خصت روسيا والصين الولايات المتحدة بعدة ملاحظات في البيان المشترك، وقد أعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تنفذ خارج الولايات المتحدة، والتي تهدد أمن الدول الأخرى ومناطق بأكملها.
وطالبت موسكو وبكين واشنطن بتوضيح هذا الأمر وسحب الأسلحة النووية من أراضي الدول الأخرى، معربتين عن قلقهما الشديد بشأن المخاطر التي تهدد الاستقرار الإستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وبشأن الرد المتوقع للأميركيين على البيان المشترك، قال فلاديمير فاسيليف، وهو كبير الباحثين في معهد الدراسات الأميركية والكندية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن من شأن تطابق مواقف روسيا والصين بخصوص العديد من القضايا إثارة قلق الولايات المتحدة، وهو يمثل صداعا بالنسبة إليها.
وأضاف فاسيليف أن الولايات المتحدة قد لا تتمكن من الصمود في مواجهة روسيا والصين في آن واحد، علما أن واشنطن ظلت تستبعد حتى وقت قريب إمكانية إنشاء تحالف إستراتيجي بين موسكو وبكين معلقة آمالا على ظهور الكثير من التناقضات بين البلدين.