نشرت صحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصاب بهوس الخوف على سلامته الشخصية (بارانويا)، وإنه يعيش معزولا عن العالم، ومعرفته بالواقع مشوهة كثيرا.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن ضابط مخابرات روسي يُدعى غليب كاراكولوف -فر من البلاد بسبب تعبه كما يقول من حراسة بوتين والإجراءات المعقدة لحمايته ومن الحرب في أوكرانيا- قصصا عن كيفية حماية الرئيس الروسي.
كان كاراكولوف هرب إلى تركيا من كازاخستان، عندما كان يرافق بوتين خلال زيارة للدولة السوفياتية السابقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تضمنت واجباته توفير اتصالات مشفرة لبوتين.
منعزل وبعيد عن الواقع
وتحدث كاراكولوف (35 عاما) -النقيب في جهاز الحرس الفدرالي الروسي المسؤول عن أمن بوتين- عن عزلة الزعيم الروسي وبعده عن كبار المسؤولين في الدولة؛ وبالتالي بعده عن الواقع.
وكشف كاراكولوف -الذي يُعتقد أنه العضو الأعلى رتبة في الخدمات الخاصة الروسية الذي ينشق منذ بداية الحرب- عن أن بوتين أقام خلال زيارته لكازاخستان العام الماضي خطا آمنا في ملجأ يحمي من القنابل في السفارة الروسية في العاصمة الكازاخية أستانا.
وأكد كاراكولوف الشكوك بأن بوتين كان يعمل سرا من مكاتب مماثلة في عدة مساكن في جميع أنحاء روسيا كإجراء أمني. وقال إنه في بعض الحالات أظهر التلفزيون الرسمي بوتين وهو يعقد اجتماعات في مقر إقامته في نوفو أوغاريوفو بالقرب من موسكو، لكنه في الحقيقة يكون موجودا في سوتشي؛ المدينة السياحية المطلة على البحر الأسود.
ويضيف أن بوتين عندما كان في سوتشي كان ضباط الحرس الفدرالي يتظاهرون عمدا بأنه سيغادر، ويحضرون طائرة، وينطلق موكب، “هذه خدعة للتشويش على المخابرات الأجنبية في المقام الأول، وثانيا لمنع أي محاولات لاغتياله”.
استمرار إجراءات الحماية من كوفيد-19
وكشف كاراكولوف عن أن الكرملين لا يزال يطبق إجراءات صارمة لحماية بوتين من فيروس كورونا، مضيفا أن الجميع في حيرة من أمرهم بسبب استمرار هذا الأمر؛ “أعلم أن جميع مساعدي الرئيس يجرون اختبارات “بي سي آر” (PCR) عدة مرات في اليوم وحتى الآن”.
ولفت التقرير الانتباه إلى معلومات نُشرت العام الماضي ذكرت أن مختصين في السرطان زاروا بوتين ما لا يقل عن 35 مرة خلال 4 سنوات، وأنه لجأ إلى الاستحمام بدماء قرون الرنة الصغيرة، وهو علاج تقليدي في منطقة ألتاي الروسية، كما شوهد وهو يعرج على ما يبدو في عدد من المناسبات.
صحته أفضل من كثيرين
ومع ذلك، قال كاراكولوف إنه لا توجد مؤشرات على أن الرئيس الروسي يعاني من مرض عضال أو يعاني من أي مشاكل صحية خطيرة، وقال إنه يتمتع بصحة أفضل من العديد من الأشخاص الآخرين في مثل سنه، مضيفا أنه تم إلغاء رحلتين فقط من رحلات العمل بسبب صحته خلال أكثر من عقد.
واستمر كاراكولوف قائلا إن بوتين مستهلك قوي لدعايته الخاصة، إذ يصر على وجود تلفزيون روسي في كل مكان يقيم فيه، ولا يستخدم الإنترنت أو الهاتف المحمول، بل يتلقى المعلومات فقط من أقرب دائرة له.
وقال كاراكولوف -الذي فر مع زوجته وابنته الصغيرة- إنه قرر مغادرة روسيا لأنه لم يعد قادرا على خدمة بوتين، الذي وصفه بأنه “مجرم حرب”.