لم يكن تغيير جلده من الكوميديا إلى التراجيديا خطوة سهلة ولكنه فى النهاية كما قال “فنان”، فعدد كبير من النقاد والجمهور اعتبروه الرهان الناجح للمخرج ماندو العدل هذا العام، والذي كسبه بجدارة. فكما قال الناقد طارق الشناوي يُحسب لماندو أنه أخرجه من قالب الكوميدي والاجتماعي إلى الأدوار المركبة وبلهجة صعيدية، “فأراه الحصان الرابح هذا العام”.. إنه الفنان “أحمد عيد” الذي أكد في حواره مع موقع “العربية.نت” أنه لم يتخوف من كره الجمهور للشخصية التي يقدمها من خلال مسلسل “عملة نادرة” بعدما اعتاد خلال مسيرته شأنه شأن ممثلي الكوميديا على علاقة محبة للأدوار التي يقدمها، كما تحدث عن كواليس تحضيره للشخصية وعن أعماله السينمائية التي ينتظرها.
أحمد عيد
180 درجة.. هو التغيير الذي قمت به مع عودتك للدراما مرة أخرى منذ عام 2014؟
“مسعود عبد الجبار” شخصية وضعتني في تحدٍّ كبير وكانت السبب في تغيير جلدي تماما من الشخصيات الكوميدية إلى شخصية صاحب القلب المليء بالحقد والطمع والحسد، العنف سلاحه وطريقه.. ولكن الحقيقة هذا ما كنت أبحث عنه طوال فترة غيابي ووجدته في مسلسل “عملة نادرة” على الرغم من حالة الخوف والقلق التي كنت أعاني منها قبل أن أوافق على تقديم العمل. فهي خطوة ليست سهلة، خصوصا أنني بالفعل أعود للدراما بعد آخر عمل لي وهو “صاحب السعادة” عام 2014، ولكني في الحقيقة سعدت برد فعل الجمهور فلديه من الوعي الشديد ما يجعله يفرق بصورة كبيرة ما بين الدور الذى يجسده الفنان وشخصيته فى الحقيقة، وبالتالى حين يكره فهو يكره مسعود عبد الجبار ولا يكره أحمد عيد، وهذا هو المطلوب، وهذا ما أعتبره نجاحا كبيرا بالنسبة لي.
أحمد عيد في مسلسل “عملة نادرة”
كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور على دورك؟
شعرت بسعادة غامرة، خصوصا أنني في الموسم الذي يحظى بأكبر نسبة مشاهدة من الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي، ولكن ذلك وضعني في حالة تحدٍّ وأشعر بمسؤولية كبيرة، وشعرت ببعض لحظات من الخوف، لأن الجمهور سقف توقعاته دائما يكون عاليا جدا، فإذا ما كان الممثل مستعدا بشكل جيد سيتحول الاستقبال الحافل إلى انتقاد في لحظة، لذلك كنت أشعر بالخوف في نفس الوقت الذي كنت سعيدا بمقابلة جمهوري هذا العام، رغم تخوفي في بادئ الأمر من أن يكون هذا الترحيب به قدر من التعاطف بسبب غيابي الطويل، لكن الحمد لله.
أحمد عيد في مسلسل “عملة نادرة”
وكيف وجدت العمل مع ماندو العدل في أول تعاون لكما معا؟
لقد كان العمل معه من الأساس مفاجأة بالنسبة لي، فهو من المخرجين الذين يحبون الممثل، ويرى الممثل جيدا فيوجهه بشكل صحيح، وطبعاً هذا شيء مهم جدا يجب أن يتمتع به المخرج بأن يوجه الممثل ويعدل من أدائه، وهذه المنقطة لا يتطرق لها مخرجون بل يتركونها للممثل، باعتبار أن التمثيل مسؤولية الممثل، فماندو العدل يهتم بالممثل، لأن المخرج هو من يرى الممثل، إذا شاهده وهو يخطئ يقوم بتصحيح خطئه، ويعدل من أدائه ومن نظراته ومن وضعه، لأنه درس الشخصية، وهذا يوفر على الممثل كثيرا، والمخرج الجيد هو من يظهر الممثل بأفضل صورة.
أحمد عيد
وكيف تم اختيارك للعمل؟
أما بالنسبة لمشاركتي في هذا العمل فجاءت بعد مكالمة هاتفية مع المنتج الفني الأستاذ هاني عبدالله، وعرض علي حينها دور “مسعود” فتخوفت في البداية كما قلت من قبل، خصوصا أنني ألعب دور صعيدي لأول مرة، ولكن المخرج ماندو العدل تواصل معي وأقنعني بالدور، بل شجعني للموافقة عليه، واكتشفت أنني إذا رفضت هذا العمل سأندم.
وما هي التحضيرات التي قمت بها من أجل “مسعود”؟
عندما وافقت على تقديم الشخصية، كان أول شيء حضر في ذهني هو اللهجة الصعيدية، فلأول مرة أتكلم صعيدي، والصعيد معروف أنه يحمل أكثر من لكنة، وكل محافظة لها لغتها الخاصة، وتحدثت مع مصحح اللهجة أستاذ عبدالنبي الهواري، وكان متعاونا جدا وقابلته قبل التحضيرات، وتحدثنا معا عن اللهجة وتركيبة الكلام.
وكيف وجدت التعاون بين “نيللي كريم” و”جمال سليمان”؟
إنه التعاون الأول الذي جمعني بكل منهما فنيا، ونيللي تستحق ما وصلت إليه من نجاحات فنية، كونها فنانة حقيقية ومتواضعة ومتعاونة مع كل المشاركين في المسلسل، تحب عملها جداً ومخلصة له، وتؤدي عملها بالتزام واجتهاد، أما الفنان جمال سليمان فأنا أشاركه في العمل في أغلب المشاهد، وهو صاحب موهبة وخبرة كبيرة، خاصة في المسلسلات الصعيدية، ولديه كاريزما غير عادية، وعلى درجة عالية من الثقافة، فقد استفدت منه كثيراً.
وهل وجدت ما كنت تبحث عنه منذ سنوات في مسلسل “عملة نادرة”؟
لقد أشبع هذا العمل رغبتي الفنية وطموحي، فأنا لا أشغل بالي بالبطولة المطلقة بقدر اهتمامي بتقديم أدوار تضيف لي، سواء كانت بطولة أو دون ذلك، أهم شيء أن يكون العمل له قيمة ويمثل إضافة حقيقية لي وهذا ما أبحث عنه، لأن تلك التجارب هي التي تعلق في أذهان الجمهور مهما كانت مساحة الدور، فأنا أتمنى أن ألعب أدوارًا يكون بها مساحة لإبراز موهبة التمثيل، كما أتمنى أن تكون الأدوار مختلفة وغير مكررة وألا يمر العمل مرور الكرام.
وكيف ترى الموسم الرمضاني والتنافس الموجود فيه؟
أرى أن الأعمال المشاركة في الموسم الرمضاني منافسة ومتكاملة في آن واحد، كما أنها منافسة شريفة، ولكن يعيب المشاركة في الموسم الرمضاني هو عدم بدء التحضيرات للأعمال الدرامية بوقت كاف، حيث إن صناع الدراما يبدأون التصوير قبل شهر رمضان بما يقرب من 3 أشهر فقط.
وما جديدك بعد “عملة نادرة”؟
أنتظر طرح فيلمين، الأول هو فيلم “أهل الكهف” للمخرج عمرو عرفة، والثاني هو فيلم “الشيطان شاطر”، إذ إنَّ العمل يدور في إطار تشويقي اجتماعي. وهناك أعمال أخرى يتم الانتهاء من التحضيرات الخاصة بها، وسيكون هناك تنوع كبير في أفلامي الجديدة، والأدوار التي أقدمها ستكون مفاجأة للجمهور، وأتمنى أن تنال هذه الأعمال إعجاب المشاهدين فور طرحها في السينما.