كشف تقرير -نشرته نيويورك تايمز (New York Times)- أن المحللين العسكريين الصينيين يتابعون عن كثب تفاصيل الحرب الروسية على أوكرانيا لاستخلاص الدروس، والاستفادة منها في أي حرب محتملة حول تايوان.
وأضافت هذه الصحيفة الأميركية أن الخبراء الصينيين قاموا بتحليل كيفية استخدام روسيا للصواريخ الفرط صوتية وخاصة في تدمير مخابئ الذخيرة، وخزائن الوقود، وأهداف إستراتيجية أخرى.
كما درسوا كيفية استخدام القوات الأوكرانية نظام روابط الأقمار الاصطناعية ستارلينك (Starlink) لتنسيق الهجمات، وتجاوز العراقيل التي نتجت عن تدمير القوات الروسية للبنية التحتية الأوكرانية.
“ستارلينك”
ونظام ستارلينك، لصاحبه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، يضمن توفير خدمة الإنترنت عبر شبكة من الأقمار الاصطناعية منخفضة المدار. وعلى إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، قدم ماسك خدمة الإنترنت عبر ستارلينك مجانا إلى السلطات الأوكرانية.
وكان ميخائيلو فيدوروف نائب رئيس الوزراء الأوكراني قد صرح بأن شركة ستارلينك اضطلعت بدور حيوي في إعادة إنشاء الخدمات الأساسية، في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية.
الردع النووي
وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فقد رأى الصينيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في منع القوى الغربية من التدخل المباشر في أوكرانيا من خلال استغلال الردع النووي، لذلك أوصى الخبراء بضرورة تطوير بكين برنامج ترسانتها النووية.
وذكر التقرير أن الجنرال الصيني مينغ شيانغكينغ، وهو أستاذ بجامعة الدفاع الوطني في بكين، كتب بصحيفة صينية أن “إستراتيجية الردع النووي الروسية اضطلعت بدور بارز في ضمان عدم تجرؤ حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة على المشاركة المباشرة في حرب أوكرانيا”.
وتحدث الصينيون -وفق نيويورك تايمز- عن أوجه القصور في عمل الجيش الروسي كما كشفتها الحرب، من نقص في الخدمات اللوجستية والإمدادات، وقالوا إن دراسة أوجه القصور تلك يجب أن تكون محور اهتمام بكين.
دعوة للاستيقاظ
ونقلت الصحيفة عن الباحث في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن جويل ووثنو قوله إن حرب أوكرانيا كانت بمثابة “دعوة للاستيقاظ” بالنسبة للصينيين، حيث إن الأمور قد تبدو سهلة ومنظمة في التدريب الميداني وعلى الورق، لكن عندما تقابل العدو في حرب حقيقية ربما تصبح الأمور فوضوية وخارج السيطرة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء صينيين قولهم إن الصعوبات التي تعاني منها روسيا في حشد قواتها البرية تفرض على بكين الحفاظ على قواتها البرية كثيرة العدد والعدة، إلى جانب العمل بشكل مواز على توسيع وتقوية القوات البحرية والجوية.
وحثوا على ضرورة تدرب الجيش الصيني على استخدام الطائرات المسيرة، والحفاظ على استمرار الاتصالات في ظروف صعبة، واستخدام تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وذلك بغية تفادي ضعف أو غياب المعلومات الاستخباراتية الموثوقة حول تحركات قوات الخصوم.
كما حرصت بكين على متابعة الدعم الاستخباراتي والعسكري الذي قدمته دول الناتو لأوكرانيا، ونقلت عن الخبير الأميركي بالأولويات الدفاعية لايل غولدشتاين قوله إن الصين تراقب على الأرجح آلاف الصواريخ بأنواعها المختلفة التي تصل إلى أوكرانيا، وتقيم ما قد يحدث مع تايوان.