لفت موقع إخباري روسي إلى أن إيران باقتنائها مقاتلات “سوخوي-35” (Sukhoi-35) الروسية المتطورة تغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الطائرات تتفوق على المقالات الأميركية الموجودة لدى إسرائيل.
وأكد “فزغلياد” (Vzglyad) في تقرير للكاتب الروسي رافائيل فخروتدينوف أن موسكو، عقب رفع الحظر على بيع الأسلحة التقليدية لإيران وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي عدد 2231 في أكتوبر/تشرين الأول 2020، قررت أن تمد طهران بهذه المقاتلات، مما سيوفر لروسيا مليارات الدولارات ويعطي إيران القوة الكافية لمواجهة إسرائيل وتهديد النفوذ الأميركي في المنطقة.
وبحسب الموقع، فقد أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عن قلقه بشأن تنامي الشراكة الإستراتيجية بين روسيا وإيران، وعلى وجه الخصوص بيع طائرات إيرانية من دون طيار إلى موسكو.
وذكر الكاتب أن إدارة بايدن تعتبر توثيق العلاقات بين موسكو وطهران خطوة “ضارة”، زاعمة أن الإيرانيين يتلقون تدريبات فعلية على استخدام الطائرات الجديدة، وقد أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إلى أن هذه المقاتلات من شأنها تعزيز القوة الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها في المنطقة.
ونقل الموقع ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية بأن إيران كشفت في فبراير/شباط الماضي عن قاعدة جوية جديدة تحت الأرض تسمى “إيجل 44” تقع على سفح جبل على بعد 160 كلم شمال مضيق هرمز.
ونسبت الصحيفة لمحلل الصور السابق للحكومة الأميركية كريس بيغرز قوله بعد مراجعة صور للأقمار الصناعية خاصة بهذه القاعدة إن ثمة نموذجين لطائرات مقاتلة، بما في ذلك نموذج يطابق أبعاد الطائرة الروسية “سوخوي-35” قابع في الموقع الذي يتم تحضيره.
ونقل الكاتب ما قاله العضو ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮلمان اﻹيراﻧﻲ ﺷﻬﺮﻳﺎر حيدري قوله إن طائرات “سوخوي-35” الروسية ستصل إلى إيران مطلع العام المقبل.
وبدوره، أكد قائد القوات الجوية الإيرانية الجنرال حميد وحيدي أنه جنبًا إلى جنب مع مقاتلات “سوخوي-35″، تخطط طهران لشراء مقاتلات “سوخوي-30”.
ويضيف الكاتب أن مقاتلات “سوخوي-35” أظهرت قدرات عالية خلال مشاركتها في العمليات في سوريا وأوكرانيا. العامل الذي دفع إيران للتفكير في شراء هذه المقاتلات، وقد أشارت المصادر نفسها إلى إمكانية نشر “سوخوي-35” لحماية المرافق الرئيسية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن المسؤولين الروس التزموا الصمت حيال بيان المسؤولين الإيرانيين، ومع ذلك، فإن الاتفاق على هذه الصفقة هو -حسب الكاتب- إنجاز بالغ الأهمية لنظام تجارة الأسلحة الروسي، ويعود على مصنعي الطائرات المقاتلة المحليين بأرباح كبيرة.
ونسب الكاتب إلى الخبير العسكري أندريه كراسنوبيروف قوله “هذا العقد يعتبر مرحلة جيدة في مجال الترويج الإضافي لمنتجات المجمع الصناعي العسكري الروسي في الشرق الأوسط”، مضيفًا أن تدريب روسيا الطيارين الإيرانيين في إطار برامج طويلة الأجل يعمق التعاون بين البلدان.
من جانبها؛ كتبت مجلة “ميلتاري ووتش” (Military Watch) أن “سوخوي-35” دمرت مقاتلات معادية أكثر من أي طائرة أخرى منذ الحرب الباردة، وتفوق قدراتها قدرات المقاتلات الغربية الحديثة من طراز “إف-35” (F-35) و “إف-15 إيغل” (F-15 Eagle).
ونقل الكاتب أيضًا عن كراسنوبيروف قوله إن إيران بحصولها على مقاتلات “سوخوي-35” ستضاعف قوتها الجوية بالنظر إلى تمتع هذه المقاتلة بقدرات على المناورة وقدرات قتالية جوية عالية.
وأبرز الكاتب ما يقوله بعض الخبراء من أن إيران لديها أنظمة دفاع جوي من طراز “إس-300” (S-300) والنظام الصاروخي “تور” (Tor) وسيخول لها الحصول على المقاتلات الروسية إنشاء نظام دفاع جوي متكامل، كما أن اتفاق طهران مع موسكو من شأنه أن يغير ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط، وأن يمثل تحديًا خطيرًا لإسرائيل خصوصا أن هذه المقاتلات الروسية تتفوق على أفضل المقاتلات الأميركية ويمكنها إذا زودت بصواريخ جو جو بعيدة المدى أن تستهدفها من مسافات بعيدة، وفقا لأحد الخبراء الروس.
وفي ختام التقرير، تابع الكاتب أن تزويد طهران بالطائرات المقاتلة يعكس تراجع النفوذ الأميركي داخل المنطقة والعالم بأسره، المقترن باكتساح الصين وروسيا الشرق الأوسط، الحقيقة التي تهدد الولايات المتحدة وشركاءها الإسرائيليين وتقتضي منهم التصرف بحكمة فيما يتعلق بالملف اليمني.