في 6 مارس/آذار الحالي فاجأت واشنطن الجميع بإعلانها أنها زودت الترسانة الأوكرانية بخيار هجومي جديد، موضحة أنها سلمت كييف في الأسابيع التي سبقت الإعلان نظام “جدام” المتطور القادر على تحويل قنبلة جاذبية بسيطة إلى صاروخ موجه.
وأوضحت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية في تقرير لها عن الموضوع أن “جدام”، وهي الاختصار الإنجليزي لـ”ذخائر الهجوم المباشر المشترك”، تمثل ميزة إضافية للأوكرانيين في حربهم ضد الغزو الروسي.
ونسبت الصحيفة إلى قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا الجنرال جيمس هيكر قوله، في هذا الصدد، للمدونة المتخصصة في الحروب “ذا وور زون” (The Wear Zone)، “لقد أرسلنا للتو ذخائر تذهب إلى أبعد من قنبلة الجاذبية ولديها دقة كبيرة”، في إشارة إلى نظام “جدام” حسب لوفيغارو.
هذا النظام، حسب الصحيفة، ليس سلاحًا بالمعنى الصحيح للمصطلح، ولكنه نظام توجيه قادر على تحويل قنبلة جاذبية بسيطة إلى صاروخ موجه. وبشكل ملموس، تتكون المجموعة من زعانف خلفية للتوجيه، وشرائط على الجسم لزيادة مداها وحتى مجموعة من الأجنحة القابلة للسحب المثبتة تحت القنبلة في نسختها “ER”.
ويكمن الاهتمام الرئيسي بهذا النظام، الذي تصنعه شركة “بوينغ”، في قدرته على زيادة مدى ودقة ما يطلق عليه القنابل “الغبية” التي تتأثر فقط بالجاذبية، لكن الزعانف والديناميكا الهوائية لأشرطة الطاقم لنظام “جدام” تسمح للقنابل بالوصول إلى هدف على بعد 25 كم في نسختها البسيطة وعلى مسافة تزيد على 70 كم في نسختها المطورة التي تسلّمت كييف بالفعل عددا منها.
كذلك يمكّن هذا النظام من ضرب الهدف بدقة تصل إلى بضعة أمتار، ولا يتطلب ذلك سوى إدخال إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للهدف، وتتولى الزعانف بعد ذلك تحريك القنبلة فوق عشرات من الكيلومترات ويمكنها حتى تصحيح مسارها إذا لزم الأمر، وهي ميزة حقيقية مقارنة بالقنابل الموجهة بالليزر، لكن هذا النظام مقتصر على القنابل التي يتم إسقاطها من طائرة.
والواقع أن “جدام” ليس نظاما جديدا، إذ يعود تاريخ تسليمه الأول إلى عام 1998، وقد استخدمته الولايات المتحدة على نطاق واسع في كوسوفو وأفغانستان.
وكمثال على فاعليته، تقول لوفيغارو إن الأيام القليلة الماضية شهدت انتشار صور مؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي لتوجيه طائرات أوكرانية ضربة يقال إنها باستخدام “جدام”، دمرت مبنى في مدينة كورديوميفكا بدونيتسك، مشيرة إلى أنها حوّلت عددا من المنازل التي كان يسكنها جنود روس إلى رماد.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن عدد أنظمة أسلحة “جدام” التي سلمت لأوكرانيا قليل إلا أن ذلك قد يعني أن واشنطن غدت تفضل الكيف في الأسلحة التي تقدمها لأوكرانيا على الكم، وفقا للوفيغارو.