محاكمة ترامب.. هل تهدد فرصه الانتخابية وما تأثيرها على صورة أميركا؟ | البرامج

قال الدكتور سايمون روزنبيرغ رئيس الشبكة الديمقراطية الجديدة التابعة للحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة، إن تزايد وتيرة الحديث عن محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، رفع من شعبيته بشكل نسبي في إطار منافسته داخل الحزب الجمهوري لتمثيله في الانتخابات المقبلة، إلا أنها لن تزيد من فرص عودته إلى الرئاسة في حال أصبح مرشحا.

وأضاف -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/3/31)- “لا أعتقد أن ترامب سينجح في إظهار المظلومية كما يفعل في العادة، فهو مجرم خان بلاده، والحزب الجمهوري يحرج نفسه بتحالفه معه، ولا يوجد أي سيناريو يمكن تخيله لصالح ترامب في السنة المقبلة”.

جاء ذلك على خلفية إعلان المدعي العام في مدينة نيويورك أن هيئة محلفين كبرى في مانهاتن صوتت لصالح توجيه اتهام لترامب، في خطوة ضمن تحقيق بشأن التستر على دفعه أموالا لإسكات ممثلة إباحية من أجل تغيير مسار تحقيق قضائي، وهو ما قد يضع حملته الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024 على المحك.

وفي تعليقه على الأمر، قال ترامب إن توجيه الاتهام إليه “اضطهاد سياسي وتدخل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ”، مضيفا باعتقاده أن ملاحقته ستأتي بنتائج عكسية على الرئيس جو بايدن، والذي قال بدوره إنه لا تعليق لديه بشأن توجيه الاتهام لترامب.

وفي حديثه للبرنامج، يضيف روزنبيرغ أن الجميع يعلم أن هناك جريمة ارتكبت، وأدين فيها مساعدون لترامب، ومنهم من هو في السجن الآن، وبالتالي ليس هناك شك في مشاركته بالجريمة، ومن ثم فإنه من السخف أن يرى أحد أن ملاحقة ترامب قضائيا عمل جنوني يقوم به المدعي العام.

ويرى في هذا السياق، أن من يعتقد أن محاكمة ترامب سياسية وليست عادلة ومنصفة باعتباره رئيسا سابقا، فيعني إيمانه بأنه يمكن للشخص في أميركا أن يكون فوق القانون، محذرا من التقليل من أهمية التهم الموجهة لترامب، حيث تتعلق بـ”الغش في الانتخابات”، على حد قوله.

وحول أثر هذه المحاكمة على صورة الولايات المتحدة، يرى روزنبيرغ أنه لن يكون هناك شيء أكثر إضرارا بصورة أميركا من تمثيل ترامب لها، متهما إياه بالتناقض وعدم احترام القانون.

محاكمة سياسية

بينما يرى جون فاند، مراسل الشؤون السياسية في مجلة “ناشيونال ريفيو”، أن هذه المحاكمة سياسية، وتوقع عدم استمرارها إلى مراحل متقدمة، مرتكزا في ذلك على سوابق تاريخية شبيهة انتهت إلى اعتبار مثل هذه الملاحقات “فكرة سيئة”.

واعتبر في حديثه للبرنامج أن قضية إخفاء ترامب وثائق تتعلق بالأمن القومي، أكثر أهمية وخطورة، وأنه ربما تكون مثار الجدل والحديث بعد 6 أشهر من الآن، لكن إشكالية إثارتها مرتبطة بأن الرئيس بايدن عثر لديه كذلك على وثائق إبان فترة توليه منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ويتفق معه محمد المنشاوي الكاتب المختص في الشؤون الأميركية، في أن هناك تسييسا كبيرا في ملاحقة ترامب القضائية، خاصة أن القضية المتعلقة بالممثلة الإباحية تتناول حدثا وقع منذ 17 عاما، ولم تؤثر في الانتخابات التي نجح فيها ترامب رغم إثارتها في ذلك الحين أيضا.

وقال في حديثه لما وراء الخبر، “هناك قضايا كبيرة في الداخل الأميركي، وهذه القضية عرضت أمام المحاكم الفدرالية في 2018 ولم تجد وزارة العدل فيها ما يستحق فتح تحقيق، ومن ثم فمراجعة ذلك القرار قبل الانتخابات المقبلة يجعل منه قرارا سياسيا”.

ومع تأكيده على أن هذه التطورات ترسل رسالة سيئة للخارج، فإن المنشاوي يرى أن ذلك ليس بجديد في السياسة الأميركية فوصول ترامب للحكم قدم كذلك رسالة سلبية للعالم.

لكن يرجح أن ينجح ترامب في استغلال الحدث لصالحه، إذ نجح منذ البداية في إرساء صورة له لا ترتبط بالأخلاق والقيم، ولم يجد الناخب الأميركي غضاضة في اختياره رغم ما يرتبط به من سوء في الأخلاق، مدللا على ذلك بنجاح حملته الانتخابية في جمع أكثر من 5 ملايين دولار تبرعات خلال 24 ساعة بسبب هذه الاتهامات.