ملف الحقوق والحريات أبرز ما ينتظره.. مرشح الاستقلال يحصد مقعد نقيب الصحفيين المصريين | سياسة

القاهرة- حسم تيار “الاستقلال” بنقابة الصحفيين المصريين نتائج انتخابات التجديد النصفي لصالحه بعد معركة انتخابية تضاربت حولها التوقعات، وفاز المستقلون بمقعد النقيب إلى جانب 4 مقاعد من أصل 6 جرى التنافس عليها.

وأعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، أمس الجمعة، فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين، وهو المحسوب على تيار المعارضة، وكان في منافسة مع رئيس تحرير صحيفة الأخبار اليومية المملوكة للدولة، خالد ميري.

ويشغل خالد البلشي منصب رئيس تحرير موقع “درب” التابع لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي المحسوب على المعارضة. ووفق اللجنة فقد بلغ إجمالي الأصوات التي حصل عليها 2450 صوتا، مقابل 2211 صوتا لصالح خالد ميري.

و”درب” موقع صحفي معارض حجبته السلطة بعد عدة أسابيع من تدشينه، ويعتقد مراقبون أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ النقابة التي يكون لنقيب الصحفيين فيها موقع محجوب.

وبعد إعلان النتائج، هنأ ميري منافسه البلشي بفوزه بمنصب النقيب، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، معربا عن تمنياته للجماعة الصحفية بالنجاح.

ودعم تقدم البلشي فوز 4 من مرافقيه بعضوية مجلس النقابة؛ هم محمود كامل بـ2299 صوتا، وهشام يونس بـ2094 صوتا، وجمال عبد الرحيم بـ2074 صوتا، ومحمد الجارحي بـ2015 صوتا. وجميعهم محسوبون على تيار “ثورة 25 يناير/كانون الثاني”.

وخاض الانتخابات على منصب النقيب 11 مرشحا، في حين تنافس 40 مرشحا على 6 مقاعد لشغل نصف عضوية المجلس.

الصحافة ليست جريمة

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حصد البلشي جائزة “نيلسون مانديلا” الدولية للمدافعين عن حقوق الإنسان من بين 300 مرشح في العالم، لدوره في الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين في مصر.

وعندما كان رئيسا للجنة الحريات في النقابة عام 2016، أطلق البلشي حملة بعنوان “الصحافة ليست جريمة”، طالب من خلالها بإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين. وفي عام 2022 حققت النيابة معه بتهم نشر أخبار كاذبة بعد بلاغات ضده وأخلت سبيله لاحقا.

وحجبت السلطات المصرية 3 مواقع صحفية تولى رئاستها في وقت سابق مثل موقع “البديل” و”الكاتب” و”البداية”، فضلا عن موقع “درب” المحسوب على تيار المعارضة المصرية.

مشاركة واسعة في انتخابات نقابة الصحفيين المصريين ( مراسل الجزيرة نت)
مشاركة واسعة في انتخابات نقابة الصحفيين المصريين (الجزيرة)

تيار 25 يناير

ويركز بعض مرشحي تيار استقلال النقابة على ما تسمى معركة “الكارنيه”، باهتمامهم بالدفاع عن الحريات واستقلالية عمل النقابة عن الحكومة، في حين يركز المرشحون المحسوبون على الحكومة على ما تسمى نقابيا معركة “الجنيه”، نسبة إلى محاولاتهم الدائمة لرفع القيمة النقدية لما يسمى “بدل التكنولوجيا” الذي يصرف للصحفيين شهريا.

وتعهد البلشي وعدد من مرافقيه خلال حملتهم الانتخابية للفوز بمقعد النقيب والمجلس، بتحسين أوضاع الصحفيين ماديا والعمل على الإفراج عن صحفيين محبوسين بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة.

وقبل أيام من خوض الانتخابات اتهم البلشي -في تصريحات صحفية- القنوات الفضائية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (المملوكة لجهاز المخابرات العامة)، بتجنب استضافته، وفق تصريحات لموقع “مدى مصر” المستقل.

 

 

مجلس جديد بلا إقصاء

وتعليقا على النتائج، قال المرشح الفائز بعضوية مجلس النقابة محمود كامل، إنها تعبر بقوة عن إرادة الصحفيين وأنهم قادرون على الدفاع عن نقابتهم وأن لديهم وعيا كبيرا بمتطلباتهم الصحفية، وقد اختاروا من يعبّر عنهم.

وأكد في حديث للجزيرة نت، أن كل أعضاء المجلس سيعملون على تحقيق أهداف ومطالب الجماعة الصحفية بدون إقصاء لأي أحد، وسيركزون على مصالح الصحفيين بدون مجاملات.

وإذا ما كانت النتيجة قد حملت مفاجآت جديدة بفوز مرشح الاستقلال، قال إن النتيجة لم تكن مفاجئة لأنهم عملوا بقوة لتحقيق أهدافهم والفوز بمنصب النقيب وبأكبر عدد ممكن من مقاعد المجلس التي جرت عليها الانتخابات.

ملفات بانتظار المجلس الجديد

وأعرب عضو نقابة الصحفيين عبد المنعم الحشاش عن أمله في أن يستطيع المجلس الجديد تحت قيادة النقيب البلشي تحقيق مصالح الجماعة الصحفية دون أية عراقيل بعد خسارة المرشح المحسوب على الحكومة.

وبشأن الملفات التي يجب أن يركز عليها المجلس الجديد، أوضح الحشاش في تصريحات للجزيرة نت، أن الكثير من الملفات كانت بعيدة عن طاولة المجلس الماضي، على رأسها حقوق الصحفيين في العديد من الصحف المغلقة، وحرية الرأي والصحافة، والدفاع عن حقوق الصحفيين بشكل يتناسب مع طبيعة المرحلة.

ورأى أن النتائج كانت مفاجئة للبعض بالفعل بسبب الدعم الكبير الذي كان يحظى به منافس النقيب الفائز إعلاميا وصحفيا، لكن الحضور الكبير للصحفيين والمشاركة الجادة من أجل الإدلاء بأصواتهم مكّنت كل تيار من الحصول على فرصة كاملة.

انتهاكات بحق الصحفيين

ووفق التقرير السنوي لانتهاكات حرية الإعلام في مصر لعام 2022، الذي أصدره المرصد العربي لحرية الإعلام (جهة حقوقية مستقلة)، شهد العام الأخير إطلاق سراح 19 صحفيا، في حين تم اعتقال 16 صحفيا آخرين. وبذلك وصل عدد الصحفيين والصحفيات المحبوسين حاليا إلى 47 صحفيا، مع إدراج 5 من الصحفيين والإعلاميين العاملين بالخارج على قوائم الإرهاب.

من جهته، وثق التقرير الإحصائي السنوي لعام 2022 للمرصد المصري للصحافة والإعلام (جهة حقوقية مستقلة) 238 حالة انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين أو المؤسسات التي يعملون بها، بزيادة نسبتها 126% عن عام 2021 الذي سجلت فيه انتهاكات بإجمالي 105 حالات.