أكد تقرير نشره موقع ريبليون (Rebelion) الإسباني أن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية ضخمت ما وصفه بأكاذيب حكومة الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن، وحرفت الحقائق حول ملف العراق.
وتحدث التقرير عن مثال دولة النيجر وقال إنها لعبت عن غير قصد دورا محوريا في ما اعتبر أحد أكبر كوارث السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العصر الحديث. فمن دون النيجر، ربما لم تكن الولايات المتحدة قادرة على بدء الحرب غير القانونية والكارثية التي شنتها ضد العراق.
وذكر ريبليون أن الرئيس جورج بوش الابن أشار يوم 28 يناير/كانون الثاني 2003 إلى مناجم اليورانيوم المملوكة للأجانب في النيجر قائلا: “علمت الحكومة البريطانية أن صدام حسين حاول مؤخرا الحصول على كميات كبيرة من يورانيوم من دولة في أفريقيا”.
واستند بوش في تصريحه على معلومات استخباراتية اعتقدت وكالة المخابرات المركزية أنها خاطئة، لكن على الرغم من ذلك استخدمتها إدارة بوش لشن الحرب على العراق. وكانت تلك المعلومات تشير إلى أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان يخزن سرا أسلحة الدمار الشامل.
وبحسب التقرير، فقبل أشهر من ذلك الخطاب، حذرت مستشارة الأمن القومي لإدارة بوش آنذاك، كوندوليزا رايس، من تهديد أسلحة الدمار الشامل قائلة “لا نريد انتظار الدليل القاطع إلى حين استخدام هذه الأسلحة”.
واستخدم بوش الاستعارة نفسها بعد شهر، في خطاب مهم عرض فيه الحجج لغزو العراق قائلا: “في مواجهة الدليل الواضح على الخطر، لا يمكننا انتظار الدليل النهائي”.
أكذوبة
كما قدّم وزير الخارجية كولن باول -يذكر التقرير- خطابا مليئا بالأكاذيب أمام مجلس الأمن الدولي سنة 2003 لتبرير غزو العراق، ثم قال بعد مرور سنوات “هذا الخطاب كان وصمة عار في حياتي المهنية”.
وأفاد التقرير بأن صحيفة نيويورك تايمز نشرت بعد أشهر من الغزو مقالا بقلم السفير الراحل جو ويلسون بعنوان “ما لم أجده في أفريقيا”، سرد فيه رحلته في فبراير/شباط 2002 برعاية وكالة المخابرات المركزية إلى النيجر لتقييم صحة مزاعم إدارة بوش بشأن اليورانيوم.
وقد أبلغ ويلسون وكالة المخابرات المركزية أنه لم يعثر على أي دليل على أن النيجر باعت اليورانيوم للعراق، وشكلت المقالة إدانة لا تقبل الجدل لحكومة بوش، لأنها أظهرت كيف أنها تلاعبت بالمعلومات الاستخباراتية للترويج لحرب غير شرعية.
وبينما احتدمت هذه المعارك القانونية في واشنطن العاصمة؛ كانت الحرب الحقيقية في العراق تقتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين وآلاف الجنود الأميركيين وقوات تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وأصبح ملايين العراقيين لاجئين وانضم إليهم لاحقًا ملايين السوريين مع انتشار تداعيات الحرب التي أشعلها الغزو الأميركي في جميع أنحاء المنطقة.