علقت ليلي غاليلي الصحفية الإسرائيلية والمحاضرة في شؤون المجتمع الإسرائيلي على الأزمة السياسية الإسرائيلية المتعلقة بإصلاحات القضاء التي تسعى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة إلى تنفيذها بأنها تؤجج نيران “حرب أهلية”، مشيرة إلى أن هذا المصطلح ربما يكون الأكثر شيوعا في الخطاب الإسرائيلي اليوم.
واعتبرت هذا المصطلح تعبيرا عن قلق هائل وغير مسبوق لم يشهده الإسرائيليون من قبل، ويبدو أكثر خطورة في اللغة العبرية عندما يكون المصطلح البديل “للحرب الأهلية” هو “حرب الأخوة”.
وترى غاليلي -في مقال بموقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) أن الشعور الأخوي بالنسبة للعديد من الإسرائيليين قد ذهب الآن وحلت الكراهية إضافة إلى الازدراء والرعب الواضح، وما بدأ كمعارضة لإصلاح قضائي مثير للجدل في شكل “عصيان مدني” يتعاظم الآن ليصبح شيئا أكبر من ذلك بكثير.
وأضافت أن الخطة التي دفعت بها الحكومة اليمينية المتطرفة يمكن أن تؤدي إلى انزلاق إسرائيل أكثر نحو الاستبداد، وفي حين أن الاحتجاجات لا تردع الحكومة يزداد الاستياء على الجانبين.
وتشير الكاتبة إلى أن سياسيين ورئيس المخابرات السابق ونقادا بدؤوا بقرع أجراس التحذير من “الحرب الأهلية”.
وتابعت الكاتبة أن هذا الجو السام السائد في إسرائيل اليوم كان موجودا ولم يجرؤ كثيرون على الاعتراف به، وأشارت في هذا الخصوص إلى تحذير الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك) يوفال ديسكين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي -قبل أيام من الانتخابات التي أوصلت الحكومة القومية المتطرفة الحالية إلى السلطة- في مقال له في صحيفة يديعوت أحرونوت بعنوان “على شفا حرب أهلية”.
وقد توقع ديسكين ما يجري اليوم، مستندا في تحليله إلى تفكك التماسك الاجتماعي الداخلي الذي قال إنه جار بالفعل، وصدم الكثيرون من صراحته واندفعوا لتوبيخه ومحاولة إثبات خطئه، لكن بعد 6 أشهر تظهر استطلاعات الرأي أن ثلث الإسرائيليين يتفقون معه الآن.
وأشارت الكاتبة إلى دراسة استقصائية نشرت في فبراير/شباط الماضي أجراها معهد الديمقراطية الإسرائيلي ووجدت أن ثلث المستجيبين يعتقدون أن حربا أهلية عنيفة من المرجح أن تندلع.
وإلى جانب خطر العنف الجسدي تتكشف الحرب الكلامية بالفعل، حيث يقارن المتظاهرون الحكومة بالنازيين، فيما يشير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إليهم بأنهم “فوضويون” في “المعسكر الآخر”.
ولفتت الكاتبة إلى أن جذور الوضع الذي يجد فيه المجتمع الإسرائيلي نفسه اليوم تعود إلى عام 1995 عندما اغتال الناشط اليميني إيجال عامير رئيس الوزراء إسحاق رابين.
وأشارت إلى ما يقوله الخبراء بأن الحروب تبدأ تاريخيا باغتيالات رفيعة المستوى ولكنها تستغرق وقتا لتتطور إلى صراع شامل.
وأفاضت غاليلي في ذكر آراء الخبراء عن الأسباب التي تؤدي إلى الحروب الأهلية، وقالت إنه على الرغم من ذلك لا يزال معظم الإسرائيليين لا يعتقدون أن الحرب الأهلية خيار أو يترددون في الاعتراف لأنفسهم بأنها احتمال قائم.
وتساءلت في ختام مقالها: هل وصلت إسرائيل إلى تلك اللحظة؟