حذّر تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي من أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيحدث تغييرات كبيرة أبرزها تحوّل بحر البلطيق إلى “منطقة نفوذ للناتو”.
ونقل الموقع عن رئيس الأكاديمية الروسية للقضايا الجيوسياسية العقيد المتقاعد ليونيد إيفاشوف قوله إن فنلندا بعد هذا التطور ستصبح “دولة غير مستقلة تحتضن قوات الحلف الأطلسي”.
وأضاف إيفاشوف أن انضمام فنلندا إلى الناتو سيرفع عدد القوات المسلحة على الحدود مع روسيا إلى 300 ألف جندي بدلا من 50 ألفا سابقا، وهو وضع سيدفع موسكو لتعزيز وجودها العسكري على حدودها عن طريق نشر عدة فرق وأنظمة دفاع جوي وبعض أنواع الأسلحة الصاروخية.
وبحسب إيفاشوف فإن عسكرة الحدود صار أولوية بالنسبة لروسيا بسبب سياسة الناتو، في الوقت الذي كانت تركز فيه موسكو سابقا على تقوية العمل الدبلوماسي والثقافي مع جارتها.
قواعد الانضمام
وذكر الموقع الروسي أن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو وقّع في 23 مارس/آذار الجاري على قانونيْن، يتعلق الأول باقتراح للحكومة بالموافقة على معاهدة شمال الأطلسي ودخولها حيز التنفيذ، بينما يتعلق الثاني باتفاق حول وضع منظمة حلف شمال الأطلسي والممثلين الوطنيين والموظفين الدوليين.
وكلاهما سيدخلان حيّز التنفيذ قريبًا لتصبح هلسنكي بموجبهما من أعضاء حلف الناتو، بعد استيفاء جميع القواعد القانونية.
وكان الرئيس نينيستو قد زار أنقرة الأسبوع الماضي لإقناع الجانب التركي بالعدول عن رأيه بخصوص قبول انضمام فنلندا للناتو، “حيث تطالب تركيا فنلندا بعدم الاعتراف بشرعية المنظمات الكردية”.
ومن جانبها، لم توافق المجر على انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف غير أنها قد تغير موقفها في الاجتماع البرلماني المقرر عقده غدا الاثنين.
وقال الموقع إنه بمجرد موافقة البرلمان المجري، تستطيع هلسنكي تقديم طلب رسمي من أجل الانضمام إلى الناتو، مبرزا أن التقدم بهذا الطلب يعكس استعداد الدولة المرشحة لاعتماد قواتها المسلحة معايير الحلف، ودعم أعضائه الآخرين، وقبول ترشح المدنيين فقط لمنصب وزير الدفاع، فضلا عن عدم احتضان قواعد عسكرية أجنبية في البلاد.
وعند استيفاء جميع هذه الشروط، تتلقى الدولة المرشحة دعوة للانضمام إلى الحلف وتؤكد كتابيا موافقتها في قمة الناتو المقبلة.
وتلي هذه الخطوة المصادقة على بروتوكول الانضمام من قبل برلمانات الدول الأعضاء في الناتو ثم إرساله إلى جهة إيداع الحلف في الولايات المتحدة لحفظه.
وما تزال مسألة انضمام السويد إلى الناتو موضع شك بعد اعتراض تركيا والمجر على طلب ستوكهولم، وذلك رغم موافقة البرلمان السويدي في وقت سابق على الانضمام إلى الحلف.
في هذا الصدد، يقول رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، إن الحكومة السويدية لم تتلقَّ أي تفسير من المجر عن سبب اتخاذها موقفًا مختلفًا بشأن انضمام فنلندا والسويد للناتو.