نيزافيسيمايا الروسية: الصين تتعهد بتكوين جيش بمواصفات عالمية وتدرس عن كثب حرب أوكرانيا | سياسة

حرص تقرير نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية على تسليط الضوء على الخلافات بين الصين والولايات المتحدة، وعلاقة ذلك بحرب أوكرانيا، وأكدت أن الرئيس شي جين بينغ كان واضحا في دعوته لتحسين القدرات الإستراتيجية للدولة وبناء جيش قوي.

الرئيس الصيني -تضيف الصحيفة- كان “صريحا بشكل غير عادي” عندما اتهم الولايات المتحدة مؤخرا بالعمل على “تطويق” الصين، في حين أشارت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز إلى أن بكين تعمل على إضعاف قوة ونفوذ الولايات المتحدة، وهي تسعى لتحقيق ذلك عبر تعميق شراكتها مع روسيا.

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات متعددة إلى تعزيز قدرات جيش بلاده والاستعداد للقتال، وأكد أنه يتعين على الجيش تكريس كل طاقته والقيام بجميع أعماله من أجل استعداده القتالي، وتعزيز قدرته على القتال والانتصار، والوفاء بمهامه في العصر الجديد على نحو فعال.

كما طالب القوات المسلحة بحماية سيادة البلاد وأمنها، وتنفيذ فكر الحزب بشأن تعزيز الجيش في العصر الجديد، واتباع الإستراتيجية العسكرية للعصر الجديد، والالتزام بالفعالية القتالية بوصفه معيارا وحيدا، وفقا للوكالة.

خطر

وبحسب نيزافيسيمايا، فإن التقييم الأميركي السنوي للتهديدات التي يتعرض لها أمن الولايات المتحدة أشار إلى الصين باعتبارها التهديد الرئيسي للبلد.

وأوردت تصريح هاينز الذي قالت فيه إن الصين -فضلا عن تعاونها مع روسيا- تتحدى الولايات المتحدة بشكل متزايد في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والعسكرية، لذلك تظل على رأس اهتمامات وكالات الاستخبارات الأميركية.

وقالت الصحيفة الروسية إن هذا التركيز الاستخباراتي على الصين تأكد عندما نُشرت معلومات كثيرة حول علاقات بكين بموسكو، والتي أثارت ضجة خلال الأيام الأخيرة.

تحذير غربي

وفي نهاية الشهر الماضي، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن بلاده لديها معلومات بأن الصين تفكر في تزويد روسيا بالأسلحة، وهو أمر حذرت منه القوى الغربية مرارا في الآونة الأخيرة.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس نشر معلومات استخبارية تعتقد أنها تكشف عن تفكير الصين في إرسال أسلحة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا.

كما حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من عواقب إمداد روسيا بالأسلحة، وقال “أبلغت ممثلي الصين أنه لا يمكن القبول بإرسال أسلحة إلى روسيا”.

وتكرر التحذير نفسه على لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ، الذي أكد أيضا رصد “علامات على أن الصين تدرس وربما تخطط لإرسال أسلحة إلى روسيا”.

ورفضت الصين الاتهامات الغربية، وقالت إن الولايات المتحدة ليست في موقف يسمح لها بتوجيه مطالب إليها.

متابعة حرب أوكرانيا

وقالت نيزافيسيمايا إن الجيش الصيني يحلّل مجريات القتال في أوكرانيا بطريقة واقعية وعملية، ويدرس تأثير الأسلحة والتكنولوجيا الأميركية، ويحاول الخروج بخلاصات قد يستفيد منها في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة في تايوان.

وأكدت الصحيفة أنه تم إشراك مئات من المتخصصين من الجامعات التابعة لجيش التحرير الشعبي في تلك الأبحاث والدراسات، إلى جانب مراكز الفكر العسكري وخبراء في الصناعات العسكرية.

ومن الأشياء التي ركزت عليها الصين -توضح نيزافيسيمايا- دور شبكة الاتصالات التي أنشأها مؤسس شركة “سبيس إكس” (SpaceX) إلون ماسك واستفادت منها القوات الأوكرانية، على الرغم من تدمير الهجمات الصاروخية الروسية شبكات الطاقة والاتصال الأوكرانية.

ويرجح الصينيون أن تستخدم الولايات المتحدة هذا النظام في أي حرب مستقبلية في آسيا الوسطى.