على الرغم من تأكيد الكرملين أن ” إيفان غيرشكوفيتش”، مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي احتجزه جهاز الأمن الفيدرالي في مدينة يكاترينبورغ الروسية بتهمة التجسس، تم القبض عليه متلبساً، إلا أن الصحيفة نفت الأمر جملة وتفصيلاً.
كما أعربت عن عن قلقها البالغ من تعامل السلطات الروسية مع الصحافيين.
إلا أن بعض المراقبين ألمحوا إلى أن سبب الاعتقال قد يعود إلى آخر تقرير نشره غيرشكوفيتش حول الاقتصاد الروسي الذي بات يعاني من ثقل العقوبات الغربية.
فما الذي تضمنه هذا التقرير؟
ألقى هذا التقرير الضوء على تراجع الاقتصاد بقوة في روسيا، مؤخراً، وصعوبة عودته إلى سابق عهده
فبعد أن شهدت الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي زيادة في أسعار النفط والغاز الطبيعي، ما جلب مكاسب غير متوقعة لموسكو، يبدو أن تلك الأيام قد ولت.
إذ مع دخول الحرب عامها وتزايد قسوة العقوبات الغربية، تعرضت إيرادات الحكومة الروسية للضغط وتحول اقتصادها إلى مسار نمو منخفض، يرجح أن يستمر على المدى الطويل.
فقد خسرت أكبر صادرات البلاد، الغاز والنفط، عملاء رئيسيين، ما جعل الحكومة متوترة.
لا سيما أن الروبل انخفض بما يزيد عن 20٪ منذ نوفمبر مقابل الدولار.
كما تقلصت القوة العاملة مع إرسال الشباب إلى الجبهات أو الفرار من البلاد خوفًا من التجنيد.
إلى ذلك، أدى القلق وعدم اليقين إلى كبح الاستثمار الأعمال التجارية
تراجع طويل الأمد
فيما توقعت ألكسندرا بروكوبينكو ، المسؤولة السابقة في البنك المركزي الروسي، والتي غادرت البلاد بعد الغزو بفترة وجيزة، أن “يدخل الاقتصاد الروسي في تراجع طويل الأمد”.
إلى ذلك، يبدو أن النقص في إيرادات الدولة يخلق معضلة متزايدة حول كيفية التوفيق بين النفقات العسكرية المتضخمة والإعانات والإنفاق الاجتماعي الذي ساعد على حماية المدنيين من المصاعب.
صورة قاتمة
بدورها، رجحت ماريا شاجينا الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن تكون الصورة قاتمة على المدى الطويل، لافتة إلى تزايد اعتماد موسكو وبشكل مفرط على الصين
وختم التقرير محملا بوتين جزءا كبيرا من المسؤولية عن تدهور الوضع، لرهانه العام الماضي أن بإمكانه استخدام إمدادات الطاقة الروسية للحد من دعم أوروبا الغربية لأوكرانيا.
لكن الحكومات الأوروبية، وبدلاً من تخفيف دعمها لكييف، تحركت بسرعة لإيجاد مصادر جديدة بديلة عن الغاز الطبيعي والنفط الروسي.
ونتيجة لذلك، تراجعت عائدات الطاقة بنحو النصف في الشهرين الأولين من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، بينما تعمق عجز الموازنة. وبلغ العجز المالي 34 مليار دولار في أول شهرين، أي ما يعادل أكثر من 1.5٪ من إجمالي الناتج الاقتصادي للبلاد.
ما سيجبر موسكو على الانغماس أكثر في صندوق ثروتها السيادية، وهو أحد احتياطياتها الرئيسية لمكافحة الأزمة.
يشار إلى أن الكرملين، كان نفى أي علاقة لتوقيف غيرشكوفيتش بعمله الصحفي.
بدورها اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن نشاط المُراسل بعيد عن النشاط الصحفي. ورأت في تعليق على قناتها بتليغرام أنها “ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها صفة مراسل أجنبي وتأشيرة دخول واعتماد صحفي، من قبل الأجانب في روسيا، للتستر على أنشطة غير صحفية، إنه ليس أول غربي معروف يقبض عليه متلبسا
وكان مركز العلاقات العامة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي أعلن في وقت سابق اليوم الخميس أن رجال الأمن احتجزوا في مدينة “يكاترينبورغ” المواطن الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، مراسل مكتب موسكو لصحيفة “وول ستريت جورنال” ، المعتمد لدى وزارة الخارجية الروسية، وهو من مواليد عام 1991، بتهمة التجسس وجمع المعلومات.