قال الدكتور سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية في معهد كلينتون بجامعة دبلن، إن قادة الغرب لا يمكنهم أن يبقوا صامتين إزاء محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته السيطرة على القضاء في إسرائيل عبر تمرير تعديلاتهم القضائية وقانون الكنيست.
وأوضح -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/3/24)- أن المستجدات الداخلية والخارجية بخصوص الأزمة الإسرائيلية دفعت دولا إلى اتخاذ مواقف تجاه نتنياهو، ومن ذلك استدعاء واشنطن للسفير الإسرائيلي ونقل تحفظها على تجاهل حراك الشارع في إسرائيل إليه.
يأتي ذلك على خلفية اتساع دائرة عصيان الأوامر العسكرية داخل الجيش الإسرائيلي رفضا لإصرار نتنياهو على تمرير التعديل القضائي وقانون الكنيست، والذي يتزامن مع ضغوط خارجية قادت، على وقع مظاهرات معارضة لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لندن، إلى إلغاء البيان المشترك لرئيسي وزراء البلدين.
واعتبر لوكاس محاولات التقليل الناتجة عن تأثير تفاعلات الداخل والخارج محاولات للهروب من الأزمة، مشيرا في هذا السياق إلى تعبير المستشار الألماني أولاف شولتز -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو- عن قلقه تجاه الأوضاع في إسرائيل، وإلغاء البيان المشترك في لندن.
وشدد على أنه ليس من الوارد أن تتدخل تلك الدول لإيقاف نتنياهو عن محاولته “الانقلاب على الديمقراطية”، لكنها ستدعم بكل السبل الحراك السلمي في الشارع الإسرائيلي لكي ينجح في تحقيق هدفه، كما أنها لن تعطي نتنياهو “ملاذا آمنا” عبر التعامل معه باعتباره رئيس حكومة يأخذ قرارات لمصلحة شعبه الإسرائيلي.
تمرير الانقلاب
بدوره، يرى الدكتور سليم بريك أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المفتوحة في حيفا، والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو غير مرتاح لهذه التطورات، وأنها تؤثر في موقفه تأثيرا واضحا، لكن ما يظهر حتى الآن إصراره على “تمرير الانقلاب” الذي يسعى إليه عبر تمرير قانون الكنيست والتعديل القضائي.
وأضاف في هذا السياق أن العالم الديمقراطي الذي ترى إسرائيل نفسها جزءا منه يرفض بوضوح مساعي نتنياهو، ويظهر ذلك من خلال مواقف الدول التي يزورها أخيرا، فقد “تلقى درسا من ألمانيا”، كما كان واضحا أنه غير مرغوب به في فرنسا، إضافة إلى ما حدث في بريطانيا، واستدعاء واشنطن للسفير الإسرائيلي.
وعدّ ذلك دليلا على أن “الغرب بدأ يفهم أن هناك محاوله انقلاب على نظام الحكم في إسرائيل، وأن هناك حاكما فاسدا كل ما يعنيه إنقاذ شخصه من المحاكمة”، لافتا إلى أن سياسة الغرب لن تتغير تجاه إسرائيل كدولة وإنما من الممكن أن يتخذ مواقف تجاه نتنياهو وحكومته، دعما للشارع في إسرائيل.
وأكد سليم أن نتنياهو يواجه أزمة حقيقية في الداخل يحاول الهرب منها عبر زياراته التي يجريها، لكنه في إطار مساعيه لتخليص نفسه من السجن والمحاكمة لا يزال مصرا على موقفه.
ولفت إلى أن نتنياهو لديه أيضا مشكلة مع يهود العالم امتدادا لأزمته في الداخل، لأن الحركات الأصولية في إسرائيل التي هي شريكة في الحكومة لا ترى يهود العالم يهودا حقيقيين، وهو ما يفسر جانبا من أزمته في الدول التي يزورها.
بينما يرى الباحث والمحلل الإسرائيلي غولان برهوم أن نتنياهو يمتلك أغلبية واضحة في البرلمان يمكنه من خلالها تمرير ما يريده بغض النظر عن العصيان، لكن ما يمكن أن يعوق ذلك وجود نواب من اليمين ربما لا يريدون مشروع الإصلاح الكامل للقضاء وإنما يوافقون فقط على بعض التعديلات.
ورأى -في حديثه لـ”ما وراء الخبر”- أن اتساع دائرة رفض الأوامر العسكرية لحكومة منتخبة أمر خطير وظاهرة غير مسبوقة لم تشهدها إسرائيل في أي مرحلة سابقة وسيكون لها أثر في المشهد، مقللا في الوقت ذاته من أثر الضغوط الخارجية التي يراها طبيعية ومكررة.
