تثير أدوات الذكاء الاصطناعي AI إعجاب البعض لقدرتها على أداء المهام المعقدة التي كان يُعتقد في السابق أنها حكر على البشر، حيث تم استخدام أداة ChatGPT لاجتياز الاختبارات وإلقاء خطبة وكتابة برامج الكمبيوتر وتقديم المشورة بشأن العلاقات الإنسانية والاجتماعية، على سبيل المثال لا الحصر، فيما يعد قليلا من عدد كبير من وظائفها، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
سؤال مخيف
لكن بالنسبة للبعض الآخر، أثارت هذه التقنيات سؤالًا مخيفًا حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستولي على وظيفتهم؟ تمت الإجابة على السؤال من خلال نتائج دراسة قام بإجرائها باحثون من جامعة برينستون في نيوجيرسي الأميركية ونشرها موقع arXiv، حول 20 مهنة هي الأكثر عرضة لخطر الاستغناء عنها لصالح الذكاء الاصطناعي.
مراكز الاتصال والجامعات
جاء العاملون في مراكز الاتصال في المرتبة الأولى من القائمة، لكن الثمانية التاليين كانوا جميعًا مدرسين من تخصصات مختلفة، بما يشمل اللغات والتاريخ والقانون والدين.
كتب الباحثون أنه “من المرجح أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل متعدد الأوجه. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً عن العمل الذي كان يقوم به البشر سابقًا، وفي حالات أخرى، يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بإكمال العمل الذي قام به البشر”.
صورة تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي (iStock)
نمذجة لغة الذكاء الاصطناعي
تشمل الأمثلة البارزة على كيفية استمرار تقدم قدرات الذكاء الاصطناعي التحسينات الأخيرة في نمذجة لغة الذكاء الاصطناعي في أداة ChatGPT، على وجه الخصوص، التي حظيت بقدر كبير من الاهتمام والجدل.
في دراسة جامعة برينستون، قام الباحثون أولاً ببناء خوارزمية تقيس مدى إمكانية أتمتة 800 مهنة بواسطة الذكاء الاصطناعي، من خلال ربط 10 تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل الترجمة ونمذجة اللغة وتوليد الصور، بـ 52 من القدرات البشرية، مثل الفهم الشفهي وثبات اليد.
الـ20 وظيفة الأكثر تأثرًا
كشفت النتائج عن أكثر 20 وظيفة يمكن أن تستحوذ على أكبر نسبة من عبء العمل بها بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي، من بينها وظائف ذات رواتب عالية وتتطلب مستوى عاليا من التعليم، مثل الخبراء الاكتواريين ومحللي الميزانية والمحاسبين والقضاة.
ولكن عندما قام الباحثون بتعديل الخوارزمية لتأخذ في الاعتبار التطورات المهمة في نمذجة اللغة التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية، اشتملت القائمة على وظائف أخرى أكثر عرضة للخطر، على رأسها موظفو مراكز الاتصال والتسويق عبر الهاتف، وهي نتيجة ربما لا تكون مفاجئًة لأن العديد من الشركات تستخدم حاليًا روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي بالفعل.
كتب الباحثون: “قد يتخيل المرء أن المسوقين عبر الهاتف يمكن أن يستفيدوا من استخدام النمذجة اللغوية لزيادة عملهم. على سبيل المثال، يمكن تغذية استجابات العملاء في محرك نمذجة اللغة في الوقت الفعلي والمطالبات ذات الصلة والخاصة بالعميل التي يتم إرسالها بسرعة إلى المسوق عبر الهاتف، أو قد يتخيل المرء أن المسوقين عبر الهاتف يمكن أن يتم استبدالهم بروبوتات بعد التمكن من نمذجة اللغة.”
مدرسو التعليم العالي
كما أظهرت النتائج أن 14 من أصل 20 مهنة من بينها وظيفة مدرس للتعليم العالي في تخصصات مختلفة، بما يشمل التاريخ والجغرافيا والدين وعلم الاجتماع واللغة الإنجليزية. وأوضح الباحثون أن “المهن في مجال التعليم من المرجح أن تتأثر نسبيًا بالتقدم في نمذجة اللغة أكثر من المهن الأخرى”.
دراسة سويسرية
تأتي الدراسة بعد فترة وجيزة من كشف باحثون من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في لوزان عن الوظائف التي اعتقدوا أنها الأكثر والأقل احتمالا لتوليها الروبوتات.
عمال التعبئة والبناء
تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن من يقومون بتعبئة اللحوم والنظافة والتشييد والبناء يواجهون أكبر مخاطر استبدالهم بالآلات، في حين أن وظائف المعلمين والمحامين والفيزيائيين في مجال آمن.
التحدي الرئيسي
أوضح بروفيسور رافائيل لاليف، الذي شارك في قيادة الدراسة، أن “التحدي الرئيسي الذي يواجه المجتمع اليوم هو كيف سيصبح الشخص مرنًا ضد الأتمتة”.
وأشار إلى أن نتائج الدراسة توفر “نصائح مهنية مفصلة للموظفين والعمال الذين يواجهون مخاطر كبيرة من الأتمتة، بما يسمح لهم بتولي وظائف أكثر أمانًا أثناء إعادة استخدام العديد من المهارات المكتسبة في الوظيفة القديمة.”
بناءً على النتائج، طور الباحثون أداة كشفت عن مخاطر التشغيل الآلي للوظائف وكيف يمكن إعادة استخدام المرء لقدراته وخبراته.