موجة التصعيد الإسرائيلية في الضفة.. هل تقود حكومة نتنياهو الأوضاع إلى مواجهة شاملة؟ | سياسة

لم يستبعد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو انتفاضة شعبية كاملة جراء موجة التصعيد الإسرائيلية التي قال جويل روبن مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي السابق إنها تقلق واشنطن.

واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب 16 آخرون برصاص الاحتلال الإسرائيلي في عملية عسكرية نفذها بمخيم جنين، وهي العملية التي دانتها حركات التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، مؤكدة أنها لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأنها ستزيد الفعل المقاوم في كافة مناطق الضفة الغربية.

ويعكس التصعيد الإسرائيلي -حسب البرغوثي- إحباط الحكومة الإسرائيلية ويأسها في كسر المقاومة الفلسطينية، وأن الفلسطينيين في صراع عميق وعنيف مع الاحتلال ومع الحركة الصهيونية المصرة على التهويد والضم وفرض نظام العبودية والأبرتايد، وهو صراع لا يمكن مواجهته إلا بوحدة فلسطينية وبقيادة موحدة على إستراتيجية المقاومة، وبالتخلي عن نهج المفاوضات والحلول الوسط.

وأضاف البرغوثي -في حديثه لحلقة (2023/3/7) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن ذهاب السلطة الوطنية الفلسطينية إلى اجتماع العقبة الأخير كان خطأ، وعليها ألا تكرره في شرم الشيخ، لأن مثل هذه الاجتماعات تمنح الغطاء لمن أسماهم المجرمين الفاشيين.

من جهته، رأى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن موجة التصعيد الإسرائيلية يهدف من خلالها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى التغطية على فشله الذريع في 5 جبهات؛ أبرزها الأمنية، وهو يراهن بكل المؤسسة الإسرائيلية وبالمشهد الفلسطيني لأطماع شخصية تتعلق بالملاحقات القضائية التي يتعرض لها.

ورأى أن نتنياهو رغم التصعيد الجاري يخشى الدخول في مواجهة شاملة مع المقاومة الفلسطينية.  

واشنطن تسعى للتهدئة

أما مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، فتحدث عن قلق الإدارة الأميركية من موجة التصعيد الجاري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال إنها تسعى إلى التهدئة من خلال اجتماع العقبة والاجتماع المرتقب في شرم الشيخ بمصر، ولم يخف خشية بلاده من خروج الأوضاع عن السيطرة، ووصف الوضع بأنه على حافة الانفجار، وأن على أطراف العقبة الاتفاق على “خطوات ملموسة” لتهدئة الوضع.

واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة -الذي عقد الشهر المنصرم، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر- على دعم خطوات بناء الثقة لمعالجة القضايا العالقة عبر حوار مباشر، في حين أكد أكثر من مسؤول إسرائيلي عقب الاجتماع أنه لن يكون هناك تجميد للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ومن جهة أخرى، أقر الضيف الأميركي بأن قيادة الحكومة الإسرائيلية متطرفة، وأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقوم برد أكثر عدائية، لكنه أيضا وصف أعمال المقاومة الفلسطينية “بالإرهاب”، مما جعل البرغوثي يعترض على كلامه ويرد عليه بالقول إن الاحتلال وما تمارسه إسرائيل هو الإرهاب وكذلك ما فعله الجيش الأميركي في العراق.