أكد الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل ويربرغ -في تصريح لبرنامج “من واشنطن”- أن إدارة الرئيس جو بايدن ما تزال لديها النية للعودة للاتفاق النووي مع إيران، متسائلا عن ما إذا كانت طهران ستنفذ وعودها.
وقال ويربرغ إن الملف النووي الإيراني حاليا ليس على رأس أجندة إدارة بايدن، رغم قلقها من التطورات الحالية، مؤكدا ترحيب واشنطن بالتنسيق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وبزيارة مدير الوكالة رافائيل غروسي إلى طهران.
وأضاف هذا المسؤول الأميركي -لحلقة (2023/3/9) من برنامج “من واشنطن”- أن الأمر يتوقف على إيران التي كانت قد تعهدت مرارا بالامتثال الكامل لما تم الاتفاق عليه، دون أن تلتزم بذلك.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت -في تقرير لها- أن مفتشيها عثروا على جزيئات من اليورانيوم مخصبة بنسبة تزيد على 80%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية.
وحسب جون هيرست، سفير الولايات المتحدة سابقا في كييف، فإن إيران شريك أساسي في الاعتداء على أوكرانيا لأنها تزود روسيا بمسيّرات، مؤكدا أن هذه التطورات تثير قلق إسرائيل التي قد تقوم بعمل عسكري ضد طهران في حال شعرت بتعاظم التهديد الإيراني، على حد قوله.
وربط السفير السابق إمكانية إحياء الاتفاق النووي مع إيران بمدى التزام الأخيرة والتصرف بمسؤولية، مشيرا إلى أن تزويدها لروسيا بالمسيّرات لا يؤشر على أنها تعمل على تحقيق السلام.
آفاق إحياء الاتفاق النووي تبدو ضئيلة
أما المحلل السياسي الروسي يفغيني سديروف، فقال إن آفاق إحياء الاتفاق النووي تبدو ضئيلة، ولكن موقف الاتحاد الأوروبي يختلف عن واشنطن بهذا الخصوص، لأن الأوروبيين يعولون على النفط الإيراني الذي يمكن أن يكون بديلا للنفط الروسي، وبالتالي فإن لديهم مصلحة في إحياء الاتفاق النووي، كما يقول المتحدث.
ويُذكر أن اتفاق 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، أتاح رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وقد انسحبت واشنطن من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجبه.
وفي موضوع أوكرانيا، أكد المحلل السياسي أن روسيا سترد بحزم شديد على إسرائيل في حال أقدمت على تزويد كييف بمختلف الأسلحة، مبرزا أن موسكو شددت موقفها إزاء تل أبيب بسبب موضوع أوكرانيا وبسبب الموضوع الفلسطيني، إذ نددت بأعمالها الأخيرة ضد الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى، اعتبر سديروف أن زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لمنطقة الشرق الأوسط تثير قلق موسكو، مؤكدا أن البلدين يتسابقان على النفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا، لكنه أشار إلى أن توسيع حلف الناتو لن يغير ميزان القوى في العالم وأن انضمام فنلندا والسويد سيكون شكليا، وهذه الدول كحال الدول الإسكندنافية لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية أميركية فوق أراضيها.