مراسلو الجزيرة نت
واشنطن- قبل 20 عاما علمت سيندي كوري المقيمة في مدينة أولمبيا بولاية واشنطن في أقصى الشمال الغربي الأميركي بمقتل ابنتها الشابة راشيل ذات الـ23 ربيعا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح بقطاع غزة المحتل آنذاك.
وكانت راشيل ضمن مجموعة من الناشطين الدوليين الذين سعوا إلى وقف تدمير الممتلكات الفلسطينية، ونظموا أنفسهم كدروع بشرية لوقف تدمير منزل في مخيم رفح للاجئين، لكن جرافات الاحتلال المصنوعة من قبل شركة “كاتربيلر” (Caterpillar) الأميركية- لم تكترث لوجود الشابة وسحقت راشيل التي قتلت فورا يوم 16 مارس/آذار 2003.
وفي حديث مع الجزيرة نت قالت سيندي كوري إن “جهود العائلة القانونية انتهت في إسرائيل عام 2015 عندما أيدت المحكمة العليا الإسرائيلية قرار المحكمة المركزية الأدنى في حيفا ولم تجد أي خطأ في تصرفات الجيش”.
وأشارت إلى أن “جهود العائلة القانونية كشفت طبيعة عمل الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع حكومة الاحتلال والمحاكم الإسرائيلية في التواطؤ لقمع الشعب الفلسطيني والحفاظ على الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية”.
لا تواصل مع إدارة بايدن
وعن تواصل العائلة مع البيت الأبيض، قالت سيندي إنها لم تتواصل مع إدارة جو بايدن بشأن قضية راشيل، ولفتت إلى تاريخ طويل من المناقشات والاجتماعات مع مسؤولين حكوميين خلال الإدارات السابقة -مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز- وغيرهم ممن خدموا في طاقم الرئيس بايدن عندما كان سيناتورا في مجلس الشيوخ وعندما شغل منصب نائب الرئيس لمدة 8 سنوات.
وأوضحت كوري في حديثها مع الجزيرة نت أن “هؤلاء المسؤولين اهتموا وساعدوا في كثير من الأحيان، ولكن في ما يتعلق بمسؤولية إسرائيل عن عملية القتل تهرب هؤلاء وفشلت الحكومة الأميركية في اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة قتل راشيل الوحشي ومتابعة الأسئلة التي طرحوها على نظرائهم الإسرائيليين”.
وأكدت أن دعم واشنطن غير المحدود لإسرائيل يبعث رسالة “إلى الجنود والحكومة الإسرائيلية بأنهم سيكونون محميين، ويمكنهم العمل مع الإفلات من العقاب ضد الفلسطينيين وغيرهم دون عواقب وخيمة، معربة عن اعتقادها بأن هذه الرسالة هي التي ساهمت في مقتل مواطنين أميركيين بعد كل هذه السنوات كما في حالة الصحفية شيرين أبو عاقلة والمسن الأميركي من أصل فلسطيني عمر أسد، وفي مقتل المئات وحتى الآلاف من المدنيين الفلسطينيين”.
دعم معنوي عربي ويهودي
وعبرت كوري عن امتنانها لما شهدته من تعاطف عربي واسع على المستويين الشعبي والرسمي، إذ تواصل معها مسؤولون عرب وتبادلت الرسائل معهم، مشيرة إلى أن هناك “تشجيعا واحتراما لجهودنا وتقديرا لتضحيات راشيل التي يتذكرها العرب كثيرا، وبفضل التشجيع استطعنا مواصلة عملنا، وتلقينا أيضا هذا النوع من الدعم والتشجيع من عدد كبير من الإسرائيليين أيضا، ومن اليهود في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.
وأكدت كوري تقديرها لكفاح الشعب الفلسطيني، وقالت “ونحن إذ نشهد ما يتحمله الفلسطينيون لا يسعنا إلا أن نشعر بالاحترام تجاه صمودهم، فالصمود يرفع قدرتهم على التمسك بإنسانيتهم، فيما يعيشون كل لحظة من حياتهم تحت الاحتلال أو تأثيره، ولا نزال نستلهم من جيل الشباب القوي والمطلع من الفلسطينيين الذين حملوا العصا وعملوا في جميع أنحاء العالم من أجل العدالة”.
وبعد 20 عاما من مقتل راشيل تؤكد سيندي كوري أن هدفها وهدف كل عائلة الشهيدة راشيل هو “الاستمرار في الوقوف مع شعب فلسطين للحفاظ على الالتزام الذي كانت راشيل مصممة على القيام به تجاهه، نريد أن ندعمهم في نشر قصصهم وأن نقف معهم في مطالبهم بالحرية والمساواة والسلام العادل”.
ووجهت كوري رسالة إلى الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي مفادها أنهما عاشا بهذه الطريقة لفترة طويلة جدا “وأنه كان هناك الكثير من الألم والخسارة، وقد حان الوقت لإيجاد طريق خلاقة للعيش معا”.