في الذكرى الـ20 لغزو العراق أبرزت صفحة الرأي في “الغارديان” (The Guardian) مقالا بعنوان “الدرس الحقيقي لغزو العراق”، أجمل فيه كاتبه جوناثان فريدلاند القول في بدايته إن الأخطاء والمبالغات والأكاذيب التي أدت إلى الغزو تقدم دروسا أساسية لحاضرنا، في الصراع وما بعده.
ويشير فريدلاند إلى أنه أمضى جلّ الأسبوع الماضي منقبا في كل ما يتعلق بالغزو الأميركي للعراق في أرشيف الإعلام البريطاني، وخرج من هذا الانغماس والتأمل بدرسين أساسيين.
الدرس الأول: عدم إلحاق الضرر أو الأذى
يقول الكاتب إن الحجج التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش للحرب على العراق كانت كثيرة، ولكن كان المبدأ الأساسي لقضية التدخل العسكري هو أنه كان لمصلحة الشعب العراقي نفسه الذي سيُحرَّر من قبضة طاغية وحشي. ويضيف أن الإطاحة بصدام حسين وقعت بالفعل، ولكن بتكلفة باهظة بلغت نحو 300 ألف شخص، وفقا لأحد التقديرات، معظمهم من المدنيين العراقيين.
ويتابع فريدلاند أن الغزو أحدث فراغا مُلئ بالرعب وسفك الدماء. ولدى العديد من العراقيين، كان العلاج الذي وصفه مهندسا الغزو الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أسوأ من المرض. واستشهد الكاتب بما قاله له أحد كبار ضباط المخابرات السابقين هذا الأسبوع “مهما كان النظام مروّعا، فإن الفوضى والاضطراب أسوأ”.
الدرس الثاني: عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات السرية.. كن متشككا
ويذكر الكاتب أنه عند طرح قضية الحرب، ركز بلير تركيزا كبيرا على المعلومات الاستخباراتية التي رآها، والتي قال إنها أثبتت “بلا شك” أن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن تبيّن، كما اشتُهر، أن هذا كان خاطئا تماما، إذ لم تكن هناك أسلحة دمار شامل. وانتهى تحقيق تشيلكوت في غزو العراق إلى أن رئيس الوزراء آنذاك قد ضخم التهديد عمدا، وهذه الحقيقة وحدها تكفي لأن يلعنه التاريخ.
وختم مقاله بدرس آخر يرى أنه ينطبق خارج زمن الحرب يقول إن حتى أقرب الحلفاء يجب ألا يقدموا أبدا دعما شاملا لبعضهم بعضا، ويجب أن تكون لديهم القدرة على التمييز، بدعم الصديق عندما يكون على حق، مع الاحتفاظ بالحق في التراجع عندما يكون عازما على ارتكاب الخطأ.