تقاطرت خلال الساعات الماضية تنيديدات العديد من المسؤولين الروس بتصريحات بريطانية عن احتمال تزويد أوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المخضب.
فمن رأس الهرم، وعبر تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو، وصولا إلى المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، لوحت موسكو بعظائم الأمور إذا نفذت لندن قرارها هذا.
أتى ذلك بعدما أفادت وزيرة الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، أنابيل جولدي، بأن بلادها تسعى لنقل ذخيرة اليورانيوم إلى كييف، ضمن جهودها لتوفير دبابات “تشالنجر 2″ اقتالية و”القذائف الخارقة للمدرعات”!
فما هو هذا اليورانيوم المستنفد؟
اليورانيوم المستنفد معدن كثيف يعد كمنتج ثانوي لتخصيب اليورانيوم الطبيعي للوقود النووي.
وعادة ما يكون أقل اشعاعا بنسبة 40 في المائة من اليورانيوم غير المعالج، أو الطبيعي لأنه يحتوي على كمية أقل من مادة U-235 الانشطارية، بحسب ما جاء في تعريف للاتحاد الأوروبي.
قوة اختراق أكبر
يستخدم عادة في صنع القذائف والقنابل الخارقة للدروع، من أجل منحها قوة اختراق أكبر.
ويمكن للأسلحة التي ترتكز على هذا المنتج أن تخترق الدبابات بسهولة أكبر بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية.
(تعبيرية من آيستوك)
هل يشكل خطرا صحياً؟
لا شك أن جميع “متفرعات” اليورانيوم مشعة، لكن اليورانيوم المنضب أقل نشاطًا إشعاعيًا بنسبة 40 في المائة من اليورانيوم غير المعالج.
فهو يحمل بشكل أساسي جزيئات ألفا التي لا تخترق الجلد. ما يعني أن مخاطره الإشعاعية متدنية جداً، رغم أن بعض العلمياء حذروا من استنشاق الغبار الذي تنفثه عادة، أو تناول طعام وشرب ماء ملوث ببقاياه، أو دخول الشظايا في الجسم.
لكن لا وجود لما يثبت تأثيره على الخلايا أو مساهمته في احداث طفرات في الحمض النووي، ما يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
أما بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فاستخدام هذا النوع من السلاح يمكن أن يؤدي إلى تلوث بيئي وانتشار لأمراض السرطان لدى الناس، وقد حدث هذا بالفعل أثناء قصف “الناتو” ليوغوسلافي، وفق قولها بتصريحات أمس الثلاثاء.
يشار إلى أنه منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، تصاعدت المخاوف الدولية من اندلاع صراع نووي!