ترى سيمون غاو، صحفية استقصائية في الشأن الصيني، أن التحركات الأخيرة للحكومة الصينية توحي بأن بكين تستعد لحرب على تايوان، مشيرة إلى أن قانون الاحتياط الصيني الذي صدر حديثا يؤخر سن تقاعد ضباط الاحتياط لتصبح 60 سنة بدلا من 55.
ولفتت غاو، في مقال لها بصحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal)، إلى أن بكين أنشأت منذ بداية مارس/آذار الحالي مكاتب تعبئة دفاع محلية في 10 مقاطعات على الأقل لمساعدة الحكومة في التحول إلى “حالة الحرب”.
كما قام المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني العام الماضي بترقية 5 أمناء أحزاب إقليميين ليصبحوا أعضاء في المكتب السياسي المركزي للحزب، جميعهم متمرسون في مجال الدفاع.
ومع ذلك، ترى الكاتبة أن هذا لا يعني بالضرورة غزوًا عسكريا وشيكًا، بل إن مثل ذلك الخيار سيكون هو الخطة البديلة للحزب الشيوعي الصيني، مشيرة إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو سيطرة أقل تكلفة على تايوان من خلال إستراتيجية حزبية اختُبرت بمرور الوقت تسمى “الجبهة المتحدة”.
وأشارت غاو إلى أن تكتيكات الترهيب الحالية للرئيس الصيني، كتحليق مقاتلاته بالقرب من تايوان، يمكن وصفها بأنها جزء من إستراتيجية الحزب في “استخدام الحرب لفرض السلام”. ويريد أن تعتقد تايوان أن الحرب وشيكة إذا لم تنحن لإرادته.
ولكن إذا فشلت جهود الجبهة المتحدة، فمن المرجح أن يلجأ الرئيس الصيني إلى القوة. وبخلاف أسلافه، حدد شي موعدا نهائيا للاستيلاء على الجزيرة، كما جاء في تقرير المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الصادر عام 2017، إذ اعتبر عام 2049، الذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، موعدا نهائيا للاستيلاء على الجزيرة لتحقيق “التجديد العظيم” للأمة الصينية، وتقول الوثيقة نفسها إن “إعادة توحيد الوطن الأم” شرط أساسي لهذا التجديد.
وأشارت الكاتبة إلى أن الصين ظلت تستعد لهذه الحرب منذ عام 1949، وقد يحتاج الجيش إلى بضعة أشهر فقط للتعبئة قبل إطلاق الرصاصة الأولى.
وقد يرى شي أيضا أن نافذة فرصته تنغلق لاستعادة تايوان، حيث يفقد الاقتصاد الصيني قوته بينما يتعزز التحالف الغربي، فهل يستمر الحزب الشيوعي الصيني، والحالة هذه، في التمسك بالجبهة المتحدة أو يختار المواجهة؟ وهذا ما ردت عليه غاو بقولها “ربما يجد نفسه، عما قريب، مضطرا إلى اتخاذ قرار بهذا الشأن.