قبل ساعات فقط من اقتيادها مكبلة بالأصفاد، التقطت كاميرا المراقبة مشاهد لداريا تريبوفا (26 عاما) ، قاتلة البلوغر الروسي الشهير مكسيم فومين ، مبتسمة تدخل بكل هدوء، يوم الأحد الماضي، إلى أحد المباني، جارة وراءها حقيبتها على ما يبدو.
فقد أظهرت اللقطات دخول تريبوفا إلى مبنى سكني في سانت بطرسبرغ وهي تحمل حقيبة صغيرة على كتفها وتسحب حقيبة أخرى كبيرة.
فيما فتح رجل يُفترض أنه جارها، الباب لها لكي تسحب أمتعتها عبر المدخل.
كما شوهد لاحقًا وهو يساعدها في الدخول إلى المصعد.
ولاحقاً شوهدا معا داخل المصعد يتحدثان، فيما ارتسمت بسمة هادئة على ثغر داريا.
لكن ما هي إلا لحظات، حتى وضعت الأصفاد فوق يديها، وجرت إلى خلف القضبان، بعد أن داهم الأمن الروسي منزلها.
مشاهد جديدة للمتهمة
تمثال متفجر
وكانت الشابة التي أهدت فومين أشد مؤيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمثالاً متفجراً، استقلت بعد تنفيذها الاغتيال عدة سيارات أجرة ودارت في أرجاء المدينة لمدة أربع ساعات قبل وصولها إلى الشقة المستأجرة.
كما اشترت تذكرة طيران من بولكوفو لكنها لم تحضر إلى المطار، بحسب ما نقلت وقالت صحيفة إزفستيا الروسية.
وكانت الناشطة المناهضة للحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت في فيديو نشرته وزارة الداخلية الروسية، أمس الاثنين وهي تعترف بأخذ التمثال إلى مقهى “ستريت فود بار 1” حيث كان فومين وهو مدون حربي روسي مؤيد لغزو أوكرانيا، يطلق على نفسه اسم فلادلين تاتارسكي، يجلس.
كذلك، أظهرت كاميرات المراقبة تريبوفا وهي تحمل صندوقا وتدخل به إلى المقهى، قبل أن تظهر لقطات أخرى تاتارسكي وهو يمسك التمثال بإعجاب ويتباهى به أمام جمهوره قبل مقتله.
زوجها يعلق
إلا أن زوجها ديمتري ريلوف، نفى أن تكون العملية من تدبيرها. وقال الرجل للصحفيين في أوزبكستان، حيث يعيش في المنفى: “أنا متأكد تمامًا من أنها لا تستطيع فعل شيء كهذا بمفردها”، بحسب ما نقلت صحيفة “تلغراف”
كما لمح إلى امكانية أنن تكون قد وقعت ضحية طرف ما، دون علمها.
فيما اتهمت روسيا أوكرانيا بتدبير مقتل المدون الشهير، وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب إن أجهزة المخابرات الأوكرانية دبرت التفجير بمساعدة أنصار المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني.
يشار إلى أن تاتارسكي نفسه كان شارك في أعمال قتالية في أوكرانيا في السابق، وكان يحظى بمتابعة 500 ألف شخص على تطبيق تيليغرام للمراسلات الذي يحظى بشعبية كبيرة في روسيا.
كما اعتاد هذا المدون أن يمزج في خطابه بين رسائل قومية متطرفة وانتقادات للطريقة التي تمضي بها روسيا قدما فيما تسميه “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.