يأتيه من مرشح.. طوق نجاة لأردوغان بالانتخابات المقبلة

بينما تنذر بعض استطلاعات الرأي بفوز تحالف المعارضة الرئيسي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يطل مرشح ثالث منشق عن حزب الشعب الجمهوري، بإمكانه تضييق تلك الفجوة، وذلك في جولة الإعادة التي ستجرى بعد أسبوعين من تصويت 14 مايو/أيار إذا لزمت.

فمن هو إذن طوق النجاة هذا؟

يقول محللون واستطلاعات رأي إن مرشحا يخوض السباق الرئاسي في تركيا للمرة الثانية قد يدفع الانتخابات الرئاسية التي تشهدها بلاده في مايو/أيار إلى جولة إعادة مما قد يعزز احتمالات فوز الرئيس رجب طيب أردوغان.

فقد انضم محرم إنجه، الذي خسر السباق أمام أردوغان في انتخابات عام 2018، وهو عضو سابق في حزب الشعب الجمهوري المعارض، إلى الانتخابات الشهر الماضي، وحصل على مكان في ورقة الاقتراع مطلع الأسبوع، مما أثار مخاوف معارضي أردوغان بشأن حدوث انقسام في تصويت المعارضة.

انتخابات مصيرية وتاريخية


كما تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن التأييد الذي يتمتع به إنجه يزيد عن 5%، وخلصت دراسة أجراها مركز بانوراماتر البحثي إلى أنه حظي الشهر الماضي بتأييد 10% من الناخبين، وفقا لـ”رويترز”.

في حين يقول قائمون باستطلاعات الرأي ومحللون، إن مؤيديه سيصوتون في الغالب لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وهو مرشح المعارضة الرئيسي الذي يعتبر أكبر تحدّ انتخابي لأردوغان خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة.

جولة ثانية حتمية

عن هذا الأمر، أوضح مدير أبحاث بانوراماتر عثمان سيرت لرويترز، أن النتيجة الجوهرية المترتبة على ترشيح إنجه هي دفع الانتخابات إلى جولة ثانية.

وأضاف أن دعم إنجه قد ينخفض عن 10%، وهي النسبة التي احتفظ بها غالبا خلال الشهر الماضي، مع اقتراب التصويت.

كما تابع أنه حتى لو حدث مثل هذا الانهيار فلن يمنع الانتخابات من الذهاب إلى جولة ثانية.

إلى ذلك، يقول بعض المحللين إن إنجه قد يتفق على صفقة مع قليجدار أوغلو وينسحب قبل التصويت لتعزيز المعارضة التي تشير استطلاعات الرأي إلى احتفاظها بتفوق على الرئيس الحالي أردوغان.


لكن إنجه كان أعلن أنه لن يرضخ لمثل هذا الضغط، بل قال مؤخراً، إنه لا يوجد موقف يتطلب منه الانسحاب، مشيرا إلى أن القرعة الرسمية التي تمت يوم السبت الماضي أضفت طابعا رسميا على مكانه في الانتخابات.

بدوره، رأى مسؤول كبير في حزب معارض رفض نشر اسمه، نظرا لحساسية الموضوع، أن ترشيح إنجه سيُصّعب هزيمة أردوغان في الجولة الأولى، لكن يمكن التغلب على هذا إذا انخفض، كما يتوقع تحالف المعارضة، الدعم والتأييد له وللمرشح الرابع سنان أوغان إلى قرب 5% بحلول يوم الانتخابات.

استقرار سياسي

وإذا لم يحصل أي مرشح رئاسي على أكثر من 50% في انتخابات 14 مايو/أيار، فسيتنافس المرشحان الأولان في جولة ثانية بعد أسبوعين.

كما سيختار الناخبون نواب البرلمان.

هل يهزم الزلزال المدمر أردوغان بالانتخابات؟


ويقول محللون إن أي تحالف، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، يسيطر على البرلمان، سيكون في وضع جيد ليفوز مرشحه بجولة رئاسية ثانية بالنظر إلى قدرته على تحقيق الاستقرار.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سيظل أكبر حزب في البرلمان.

بدوره، أوضح أوزر سينكار رئيس مؤسسة ميتروبول لاستطلاعات الرأي التي يجري مراقبتها عن كثب، أن البيانات أظهرت أن إنجه والناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد سيحسمون نتيجة الانتخابات الرئاسية.

أما في استطلاع رأي أُجري في مارس/آذار، فقال 44.6% ممن جرى استطلاع آرائهم إنهم سيصوتون لصالح قليجدار أوغلو، وقال 42% أنهم سيصوتون لأردوغان، إذا كان عليهم الاختيار بين الاثنين، لكن نحو 6% يعتزمون القيام بتصويت “احتجاجي”.

بينما كان أردوغان متقدما 2.9 نقطة في استطلاع مماثل أجرته مؤسسة ميتروبول في يناير/كانون الثاني، وانخفض التأييد له في فبراير/شباط بعد الزلزال المدمر وذيوع تصورات بخصوص بطء استجابة الحكومة في بداية الأمر.

ومن بين الناخبين المعارضين لأردوغان، هناك البعض مستاء من حالف المعارضة الرئيسي المتنوع، وهذا يرجع في جانب منه إلى أنه يضم أحزابا يقودها حلفاء سابقون لأردوغان.


 كمال قليجدار أوغلو(أسوشييتد برس)

كمال قليجدار أوغلو(أسوشييتد برس)

يشار إلى أن إنجه كان حصل على 30.6% في مرتبة تالية لأردوغان الذي حصل على 52.6% من أصوات الناخبين في تلك الانتخابات.

واستقال الرجل من حزب الشعب الجمهوري قبل عامين، مشكّلاً حزب الوطن بعد فشله مرتين في أن يصبح زعيم حزب الشعب الجمهوري.

ولفتت خطبه الحادة ورقصاته التلقائية اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي.