يقول الدكتور آرييل ليفيت كبير الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوّض التحالف مع الولايات المتحدة، وأدى إلى تآكل العلاقات مع دول الخليج، وقلل بشكل كبير من دافع الإسرائيليين للخدمة، وهي ثلاثة عوامل مهمة لوقف تحول إيران إلى دولة نووية.
وأوضح ليفيت، وهو نائب سابق للمدير العام للسياسة في هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن نتنياهو الذي جعل القضاء على التهديد النووي الإيراني مهمة حياته، هو الذي دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للانسحاب عام 2018 من الاتفاق النووي مع طهران، وبالتالي فك القيود التي حدت من كمية اليورانيوم المخصب التي يمكن أن تكدسها إيران، وكذلك استخدامها لأجهزة طرد مركزي متطورة.
نتنياهو ووهم ترامب
وأضاف أن نتنياهو وافق على ما توهمه ترامب من أن العقوبات الأميركية الجديدة ستبعد إيران عن تطلعها لأن تصبح دولة نووية، لكن حدث العكس تماما.
وقال الكاتب إن نظام تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تآكل، وأصبحت إيران تمتلك الآن المزيد من المنشآت النووية والكثير من البنية التحتية والمعرفة، مما سيسمح لها بإعادة تكوين البرنامج بسرعة في حال تلفه. وإن قدرة إسرائيل على اتخاذ إجراءات ضد البرنامج آخذة في التدهور، وقد أصبحت طهران أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك أسلحة نووية.
ثلاث طرق لتقويض ما تبقى من فرص
ورجّح ليفيت أن يقوّض نتنياهو، بثلاث طرق مختلفة، ما تبقى من فرص لإيقاف إيران قبل أن تحصل على أسلحة نووية:
أولا: الابتعاد عن التحالف مع الولايات المتحدة والتعاون مع إدارة الرئيس جو بايدن، وهو تحالف -وفقا للكاتب- لا يمكن لإسرائيل من دونه أن يكون لها خيار عسكري موثوق ضد البرنامج النووي الإيراني النشط والبعيد جغرافيا.
ثانيا: تسبب نتنياهو في تآكل العلاقات مع شركاء إسرائيل من دول الخليج في اتفاقات أبراهام، الذين تعد شراكتهم في التحالف ضرورية لأي عمل جاد ضد إيران.
ثالثا: أحدث نتنياهو صدعا داخليا في إسرائيل، يقلل بشكل كبير من الدافع للخدمة، وبالتالي يضعف اللياقة التشغيلية للجيش.
إسرائيل ستفقد معيار العالم المزدوج
وقال الكاتب إن العالم كان -حتى اليوم- على استعداد لتطبيق معيار مزدوج للتصالح مع وجود برنامج نووي في إسرائيل، وحتى الدفاع عنه دبلوماسيا، بينما يرفض مثل هذا البرنامج لدول مثل إيران (وفي الماضي لسوريا والعراق).
وقد استند هذا الاستعداد إلى شيئين: الأول هو أن التهديد الخطير للسلام الإقليمي وحتى السلام العالمي يأتي من إيران، وهو موجّه ضد إسرائيل. والثاني هو أن إسرائيل ديمقراطية مسؤولة ذات نظام متطور من الضوابط والتوازنات، لكن الإصلاح القضائي الجاري التفكير فيه يمكن أن يقوّض هذين المبدأين.